Mithl Dhib Yacwi Taht Qamar

Muhammad Fahim d. 1450 AH
19

Mithl Dhib Yacwi Taht Qamar

مثل ذئب يعوي تحت القمر: نصوص شعرية فلسفية

Genres

لو كان الأمر يعود لي لرغبت في عدم معاناة كل الكائنات، حتى العناكب الذئبية التي أرتعب من مجرد رؤيتها. لم لا أفكر في جنة خاصة بالغوريلات؟ ربما يكون هنالك حل، العوالم كثيرة كما تقول نظرية تعدد العوالم. ومرة بين الفينة والأخرى، بعد أن يصيبنا السأم من جنتنا نذهب لزيارة جنة القطط من باب الترويح عن النفس؛ إذ لا يمكن أن نكون سعداء في الجنة إلا إذا كنا أحرارا، والحرية الأولى تكمن في البحث عما يوجد وراء الجنة.

ليست هناك نهاية للصيرورة حتى في العالم الآخر، هذا شيء جربه آدم جيدا. الآن يفكر بنو الإنسان في الفردوس باعتباره لغز الوجود، لكن غدا عندما سنبعث هناك - إذا شاءت الأقدار ذلك - سنكتشف أن اللغز الأكبر كان هو هذه الحياة التي عشناها.

لن أفتقد مطلقا الذباب والصراصير، ولن أطالب بزيارة جنتها؛ فهذه الكائنات تزعجني بشكل شخصي، ولكنني سأصاب بأسى كبير إن لم تضم الجنة قطبا ثلجيا تتزحلق فوقه طيور البطريق، وتسبح على ضفافه الدلافين. الأكثرية في هذه الحياة تعيش كما لو أنها تقوم بإنجاز واجب مدرسي، القليل من الناس من يعرف حقا أن الحياة تنزع منا الحياة، إنها حاجز بيننا وبين أنفسنا. لي الحق في الهذيان وفي الحلم. المشكلة الكبرى بالنسبة لي هي بماذا يمكن أن يحلم الإنسان عندما سيكون في الجنة؟

الفصل الحادي عشر

الفصل الخامس

هل يمكن للأشجار أن تعيش بلا طيور، هل يمكن للطيور أن تحلق بلا سماء؟ ما بال الإنسان إذن، هل يمكنه أن يكون إنسانا دون سفينة تحمله للبحار البعيدة، دون شراع يغرق به في الليل، أو مطر يبلل شفتيه؟

وإذا زالت الأشجار وأقفرت السماء من الطيور، يفقد الليل غموضه وتصبح الحياة كالهجيرة، هل يمكن للإنسان أن يتحمل الرياح الشاحبة والأسماك العليلة؟ الجدار يقترب يوما عن يوم، فارغا من أي إحساس يرتفع الماء الذي لم يعد ماء. أركض، كما لو كنت شيخا حكيما من قبيلة الدوغون،

1

باحثا عن الهواء البارد خلف الصخرة الباردة، عن النجم المنسي وراء الكوكب الدوار، بينما السماء تقطر صديدا وسخاما، عارية تماما، عارية من كل أغطيتها. هل أضحك أم أبكي على سيرك الحياة هذا؟ وراء كل هذه الجلبة التي دامت آلاف السنين، لكنها انتهت عند النفير الثالث.

في نهايتك نهايتي أيها الثعلب الطيار

Unknown page