Misr Fi Qaysariyyat Iskandar
مصر في قيصرية الإسكندر المقدوني
Genres
102
أن يظهر الإسكندر على المسكوكات وله خصائص بطل كهيرقل مثلا. أما إذا أريد أن يكون آلها كاملا، فإن قرني «آمون» الكبشيين، لا بد من أن تبرزا من خلال شعره الجميل. ومن هنا ذكر الإسكندر باسم «ذي القرنين» (61)، في القصص الشعبية التي ذاعت قبل الإسلام، ثم ذكر في القرآن، وذاع في المدونات التاريخية التي انتشرت في نصف ممالك آسيا، وكثير من بقاع أفريقيا.
هذه الحقائق تحملني على الظن أكثر مما يحملني كثير من الشواهد الأخرى، بأن «الإسكندر» مضى مصرا على بنوته «لأمون»، حتى بعد أن غادر مصر، وأنه اتخذ هذه البنوة شعيرة دينية، لازمته أينما حل وكان، ولكن أثرها كان يزيد قيمة أو يقل بحسب الأحوال. •••
وعاد الإسكندر ورفقته إلى مصر مخترقا وادي النطرون إلى «ممفيس» على ما يروي «بطلميوس»، غير أن «أرسطوبولس»
103 (62) يقول إنه عاد عن طريق «فرطنيوم» متبعا نفس الطريق الذي أتى منه. غير أن «بطلميوس» في هذا أوثق رواية. وشغل «الإسكندر» في «ممفيس» باستقبال السفراء الذين وفدوا إليه من «الدويلات» الإغريقية، وتلقى المدد الحربي من «مقدونيا».
هنالك رأى أبناء البلاد أسيادهم الجدد يستظهرون بثقافتهم الموسيقية والرياضية في حفلات عظيمة، ويقدمون القرابين والضحايا إلى «زيوس» على النمط الهليني، ولكنا نعلم أن اليونان كانوا يعتقدون أن هذا الآله، باسمه الإغريقي وشعائره الإغريقية، نظير «آمن» المصري، الذي أعلنت بنوة «الإسكندر» له.
في ربيع سنة 331ق.م وقد يكون ذلك بعد العودة من سيوة بشهر أو شهرين على الأكثر، غادر «الإسكندر» مصر ليشد على ملك فارس في «ما بين النهرين». وقد نعرف أن جيشه سوف يعود إلى مصر مرة أخرى، أما «الإسكندر» نفسه فلن يعود إليها، والغالب أن الإسكندر لم يشهد كثيرا من مناظر وادي النيل جنوبي «ممفيس»، بالرغم من أن أثر الاحتلال المقدوني كان قد امتد إلى الشلال الأول، بدليل ما يروى من أن «الإسكندر» قد أرسل «أفلونيذس الخيوس»
104
وهو إغريقي مالأ الفرس، وسقط في يد ««الإسكندر» أسيرا إلى جزيرة «إلفنتين»
105
Unknown page