لدرس الفراعنة يجب أن تؤلف اللجان في كل مدينة كبيرة أو صغيرة لكي تشترى الكتب التي كثيرا ما تتجاوز أثمانها طاقة الأفراد، وهذه اللجان تشتريها بالتعاون ثم يتوزعها أفرادها فيما بينهم لدرسها كما يجتمعون للمناقشة فيها، وهذه الكتب - كما قلت - تعد الآن بالمئات في اللغات الأوروبية وخاصة اللغة الإنجليزية.
كما يجب أن تصنع الأفلام التاريخية عن الفراعنة بإشراف أحد المصرلوجيين لعرض الحياة المصرية القديمة، فقد رأينا فلما يؤلف عن كليوبطرة فيجب أن نرى أفلاما أخرى تؤلف عن أخناتون وتحتمس ورمسيس، وهذه الأسماء ليست مألوفة في العالم الغربي الذي ألف اسم كليوبطرة؛ ولذلك قد لا ينشط مؤلفوهم إلى التأليف عنها، وإذن يجب علينا نحن أن نقوم بهذا العمل لتنوير الأذهان وإيناس القلوب بذكري الجدود.
كما يجب أن تؤلف الكتب باللغة العربية في تراجم هؤلاء الفراعنة؛ فقد استطاع ويجال أن يضع كتابا عن أخناتون لا يقل عن 300 صفحة كبيرة، وكان يجب أن يكون لهذا الملك الصالح كتاب بل كتب في العربية توضح لنا جهاده الروحاني، كما كان يجب أن نجد كتابا آخر في الجهاد الحربي الذي قام به رمسيس وعشرات أخرى من الكتب في الحضارة المصرية القديمة.
كما يجب على المدارس أن تتوسع في تدريس التاريخ الفرعوني. •••
ومدينة كبيرة مثل القاهرة هي عاصمة القطر ومحج السائحين، يجب أن تأخذ بنصيب من الفن الفرعوني، هذا الفن الذي يبعث الهيبة والوقار والفخامة كما نراه في ضريح سعد الذي نرجو أن يعود جثمانه الشريف إليه قريبا.
وفي كل من باريس ولندن وواشنطون وإستانبول مسلات مصرية، ولست أقترح أن تنقل إلى أحد الميادين في القاهرة مسلة مصرية، ولكني أظن أنه يمكن إقامة بعض التماثيل الفرعونية في مياديننا في القاهرة، وقد كان اللورد كتشنر يبغي نقل تمثال رمسيس إلى ميدان باب الحديد، ولكن قيل في ذلك الوقت إن جسر قصر النيل لا يتحمل نقله، وقد هدم هذا الجسر وأقيم مكانه آخر يمتاز بمتانته وسعته، فلم لا نعود فنفكر في نقل هذا التمثال العظيم إلى هذا الميدان؛ لكي يستقبل كل قادم إلى العاصمة ويذكره بالفراعنة؟
وليس تمثال رمسيس هو الوحيد الذي يمكن نقله، ولا ميدان باب الحديد هو الوحيد بين الميادين الذي يمكن إقامة التماثيل فيه؛ فإن تماثيل الفراعنة كثيرة ويمكن أن يقام منها عدد كبير في العاصمة لكي تكتسب المدينة منها مسحة فرعونية تنبه الذهن وتحيي القلب. •••
إن درس الفراعنة هو في النهاية الدعاية للفراعنة، ونحن نريد هذه الدعاية لأنها تتمم شخصيتنا التاريخية وتزيد كرامتنا القومية، وتنير أذهاننا عن الأصول والأسس التي قامت عليها حضارتنا أي حضارة العالم.
السلالات البشرية والفراعنة
مما يذكره إليوت سمث أنه كان ذات مرة يفحص عن القحوف البشرية في إنجلترا، وكان أمامه قحف لرأس مصري من عهد الفراعنة فوضعه مصادفة إلى جنب قحف لرأس إنجليزي حديث الوفاة، فما راعه إلا المشابهة بل المطابقة بين الاثنين.
Unknown page