============================================================
مصباح الطوم في معرفة الحى القيوم .
تاليف: العلامة شيخ الإسلام أحمد بن الحسن الرصص ، تحقق: د العرتضى بن زيد العطوري الخستي الطبعة الثدية 4 142ه - 2003م، مكتبة بدر للطباعة والتشر والتوزي 6.124 المعتزلة، والذي يظهر أن الخلاف لا محل له؛ لأنهم إن أسرادوا بالقرآن الكلام النفسي والمعاني فهو علم من علم الله ، وعلم الله قلسم؛ لأنه ذائه، وإن أرادوا بالقرآن المكتوب في المصاحف فهو محدث باتفاق؛ فيبغي الوقوف هنا والاتفاق على العمل بالقرآن. وقد آلمني ما تركه مثل هذا الاحتلاف من آثار، وبالأخص في علم الجرح والتعديل، حيث حكم بعض المحدثين - بالكفر- على القائلين بخلق القرآن، وقيل في المتوقفين: الواقفة الملعونة راحع عدالة الرواة للمحقق، طبعة مركز بدرا، وقد كان السلف رحمهم الله في غنى عن هذا، ونحن كذلك؛ لأن الله يريد منا العمل بالقرآن والاهتدآء هديه والتأدب بآدابه ومثل هذا الاختلاف في مثل هذا مثل قوم احتمعوا على مائدة عليها أشهى الطعام ولذيذ الشراب، فقال بعضهم : هذا الطعام صنعثه عجون، وقال بعضهم: بل صغيرة، وتعصب هذا قوم وهذا قوم، واشتد التزاع حتى اشتبكوا بالسلاح، فسالت دماؤهم وفضلاقم على المائدة، فلا طعاما أكلوا، ولا دما حقنوا- والأغرب من هذا أهم فرحون ما صنعوا، مصرون على تكرار ما عملوا، فإنا لله وإنا إليه راحعون. وقد كان الناس متفقين على أنه كلام الله فلما زاد المعتزلة (مخلوق) زاد خصومهم (قلتم) فتعالوا من أحل الله وقولوا : القرآن كلام الله واسكتوا .
(52)
Page 52