============================================================
مصباح الطوم في معرفة الحى القيوم .
تاليف: العلامة شيخ الإسلام أحمد بن الحسن الرصاص، تحقيق: د المرتضى بن زيد المخطوري الخستي الطبعة التقية 4 142ه - 2003م، مكتية بدر للطباعة والتشر والتوزيع 124 السالة الشابعة 9 آن الله يرند شيئا من معاصي العباد ول
(1) يجبها وله يرضاها (1) قد يقال: وهل هناك من يعتقد بأن الله يحب المعاصي ويريدها؟ والجواب: نعم. قد ذهب إلى هذا الاعتقاد طوآئف لشبهة احتجوا ها، وهي أن المعاصي لو لم تكن بإرادة الله لكانت موجودة رغما عنه وهو ها كاره؛ ولا يليق بالله أن يحدث شيء في الكون لا يريده ولا يرضاه. والجواب: أن قولهم هذا صحيح؛ لو كان الله عاجزا ومغلوباء لكن الله لم يعص
مغلوبا، فهو قادر على منع المعاصي؛ لكنه ترك العباد أحرارا مختارين قادرين على فعل الخير والشر؛ ليثيب الطائعين ويعاقب العاصين، وهذا أليق بالله من القول بأنه يريد القبائح والمنكرات، وكيف يريدها ثم يعاقب عليها؟ إنه قول غريب مناقض لنصوص القرآن فالله يكره الكفر والمعاصي ولا يرضاها كما صرح القرآن بذلك، ولكنه لم يمنعها؛ لأن حكمته اقتضت أن منح عباده حرية الاختيار. ومعنى عدم محنته للمعاصي و كراهيته لها أنه يعاقب عليها، ومحبته للطاعات الإثابة والجزآء لفاعلها.
(47)
Page 47