أترى أني لا أدين لك بشيء ومع ذلك تريد أن تنبذني؟
فون تلهايم :
لأنني لا أريد أن أصير مدينا لك بأي شيء.
يوست :
لهذا؟ لهذا فقط؟ من المؤكد أنني لست مدينا لك بشيء، ومن المؤكد أيضا أنه لا يمكن أن تصير مدينا لي بشيء، وكذلك لا بد أن يكون من المؤكد أنك لن تنبذني. افعل ما شئت يا سيدي الرائد، سأبقى عندك، لا بد أن أبقى عندك.
فون تلهايم :
وصلابة رأيك وعنادك وطبيعتك الثائرة العنيفة تجاه كل إنسان، أتعتقد أن كل ذلك لا يعني شيئا بالنسبة إليك. وفرحك اللئيم لما يصيب الآخرين من أذى، وحبك للانتقام؟
يوست :
قبح في ما شئت، فلن أتصور نفسي مع هذا أسوأ من كلبي؛ فقد كنت يوما في الشتاء الماضي أسير ساعة الغروب على القناة وسمعت أنينا ، فنزلت واتجهت إلى مصدر الصوت، واعتقدت أنني أوشك أن أنقذ طفلا، فإذا بي أخرج من الماء جروا، فقلت في نفسي: لا بأس. لكن الكلب ظل يتبع خطاي ولست من محبي الكلاب، فطردته، لكن طردي لم يجد نفعا، فانهلت على الكلب ضربا حتى أبعده عني، فلم يجد ضربي شيئا، فلما جن الليل لم أدعه يدخل حجرتي، فظل على الباب قابعا عند العتبة. وكان كلما اقترب مني ركلته بعيدا، فيصيح وينظر إلي ملوحا بذنبه. وبالرغم من أنه لم يكن قد تلقى من يدي كسرة خبز، فإنه كان لا يطيع غيري ولا يسمح إلا لي بلمسه. وكان يتنطط أمامي ويعرض علي دون طلب مني أفانينه. صحيح أنه كلب قبيح، ولكنه كلب طيب جدا. ولو ظل على هذه الحال فسوف أكف عن بغضي للكلاب.
فون تلهايم (على جانب) :
Unknown page