والعلم ثلاث درجات: فمن بلغ الدرجة الأولي استكثر ما علمه؛ فإذا بلغ الثانية: استقل ما علمه، والدرجة الثالثة - لم يبلغها أحد.
وقال بعض الحكماء: العلم علمان: علم ديني، وعلم ديناوي؛ فالعلم الديني هو قسط العلماء الذين أرادوا به الآخرة، والنجاة من سخط الله تعالي، والعلم الديناوي(1)، وهو ما أريد به اكتساب الأموال في الدنيا.
فالعلم الديني، ينقسم على قسمين: ظاهر عام، وخاص باطن حق.
فالعلم الظاهر: كالعلم في الحلال والحرام، والفرائض والسنن والأحكام، وحفظ الكتب والأخبار والحديث، وأمثال ذلك قد اشترك فيه الخاص والعام.
والعلم الخاص الباطن الخفي: هو علم الأنبياء، والصديقين، والأولياء المخصوصين، قد خص به قوم، وهو في كل أمة مثل: تأويل الكتب، وإسرار الأنبياء والرسل، وما كان بينهم وبين أوليائهم المخصوصين، دونه عوام الناس.
ثم ينقسم العلم الخاص: قسمين بين الأنبياء وخواصهم... وقسم خص الله به الأنبياء، وهو بينهم وبين الله عز وجل قال الله تعالي: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول" فأعلمنا الله جل وعلا؛ أنه إذا ارتضي رسولا من خلقه أطلعه على ما شاء من علمه.
Page 11