166

Minhaj Talibin

منهج الطالبين

Genres

وقد يكون التكرار لمعني البيان والتأكيد مثل قوله: " فغشاها ما غشى، فأوحى إلى عبده ما أوحى " ومثل قوله: " ولا طائر يطير بجناحيه "، والطيران لا يكون إلا بجناحين، ومثل قول القائل: كلمته بلساني، ونظرت إليه بعيني، ومثل هذا في الكلام كثير.

وروي عن ابن عباس: كان إذا سئل عن شيء من غريب القرآن أنشدهم من الشعر ما يعرفهم إياه، وقال: الشعر أول علم العرب، وديوانهم؛ فتعلموا الشعر، وعليكم بشعر أهل الحجاز، فإنه شعر الجاهلية.

وقد فسر القرآن، وتأوله رجال منهم: قتادة والضحاك، ومجاهد وغيرهم.

وروي عن مكحول أنه قال في الرجل يقرأ القرآن، فيمر بالآية، فيؤولها على غير تأويلها وهو يري أنه أولها: فلا بأس عليه ما لم يعزم على ذلك. فلولا جهل كثير من الملحدين، ما احتج للقرآن بالشعر وغيره، لأنهم وإن كانوا مكذبين لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) فهم مقرون بأنه جاء بهذا القرآن، وأنه أورده على العرب، وقرعهم بالعجز عنه، وجعله حجة لنفسه وأدني منازل رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أن يكون رجلا من فصحاء العرب، لا يتأخر عن أحد من أهل العلم [في العلم] باللغة، و بما يجوز فيها وما لا يجوز، وهذا: مالا يدفعه عنه مصدق، ولا مكذب؛ فكيف يجوز أن يحتج يقول شاعر، ولا يحتج بقوله؟ وكيف صار الشعراء حجة على غيرهم، ولم يكن هو حجة عليهم؟؛ ولكن العلماء؛ لما علموا من سعة الحق احتجوا بشعر الماضين قطعا للشغب، وإزاحة للعلة.

Page 169