160

Minhaj Talibin

منهج الطالبين

Genres

وكان النبي (صلي الله عليه وسلم) مع ذلك يحثهم على التعليم ويرغبهم فيه، ويقول: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وكان(1) يقول (عليه السلام): "إن هذا القرآن مأدبة الله؛ فتعلموا مأدبته"، وقال(2) يوم أحد في الشهداء: "زملوهم في ثياهبم(3)، وقدموا أكثر القوم قرآنا"، مع قول، غير هذا كثير، وترغيب شديد.

وكانوا هم الحجة على من غاب عنهم، وعلى التابعين من بعدهم؛ كما كان النبي (صلي الله عليه وسلم) حجة عليهم؛ فإن تشاجروا في شيء منه ردوه إلى رسوله، والرسول قائم عليهم، ومؤدب لهم، ومؤدب لهم، وحريص على تعلمهم....رفيقا بتأديبهم.

وإذا كان الأمر على ما ذكرنا، لم يخف على من كان بهذه الصفة، وسار بهذه السيرة - ناسخ من منسوح، ومكي من مدني، ومتقدم، من متأخر، وكيف؟!! وهم شهود للقصة، حضور للتنزيل، ولأسباب التنزيل. وإنما هو في مغنم، أو فداء أو عفو، أو قتل، أو أسر، أو قبض صدقة، أو صلاة، أو صيام، أو نسك، أو تحريم ربا، أو زنا، أو ... خمر، أو ... خنزير، أو قصاص في حد، أو ميراث.

وفيهم نزل، وإليهم يرجع، ولقد حفظوا من سنن رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، وأحكامه، وأحاديثه، وأخلاقه، وسيرته، ودلالته قبل مبعثه - أضعاف ما بين الدفتين من المصحف - يعلم ذلك الفقهاء جميعا، ويخبرك به جميع العلماء والعرب مخصوصون بشدة الحفظ، وحسن البيان.

Page 163