============================================================
حتى أهلكهم وأوردهم النار، أما تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ستةآ يدخلون النار بستة : العرب بالعصبية ، والأمراء بالجور، والدهاقين بالكبر، والثجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل ، والعلماء بالحسد"(1).
وإن بلية بلغ شؤمها أن أوردت العلماء النار لحقيق أن يحذر منها.
واعلم : أن الحسد يهيج خمسة أشياء: أحدها : إفساد الطاعات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب "(2) : والثاني : فعل المعاصي والشرور، على ما قال وهب بن منبو رحمه الله تعالى : (للحاسد ثلاث علامات : يتملق إذا شهد، ويغتاب إذا غاب، ويشمتآ (3 بالمصيية)(11.
قلث : وحسبك أن الله تعالى أمرنا بالاستعاذة من شر الحاسد فقال : { ومن شرحاسه إذا حسد كما أمر بالاستعاذة من شر الشيطان الوجيم والساحر(4) .
فانظر كم له من الشر والفتنة ، حتى أنزله منزلة الشيطان والساحر ، حتى أن لا مستعان عليه ولا مستعاذ إلا بالله رب العالمين.
والثالث: التعب والهم من غير فائدة ، بل مع ذلك وزر ومعصية، كما قال ابن السماك رحمه الله : (لم أر ظالما أشبة بالمظلوم من الحاسد ، نفس دائم، (5)( وعقل هائم، وغه لازم)(5
Page 120