============================================================
امن مجزوه الرجز] أصعب وقوعا، كما قيل: ما طار طيو فارتفع إلأ كما طار وقم(1) فإذن لا سبيل إلى الأمن، وإغفال الشكر، وترك الابتهال في الحفظ بحال: وكان إبراهيم بن أدهم يقول : كيف تأمن وإبراهيم الخليل صلوات الله وسلامآه عليه يقول : وأجنبنى وبني أن نعبد الأصنام}، ويوسف الصديق عليه السلام يقول : { توفنى مسلما) ؟!
وكان سفيان الثوريي لا يزال يقول : (اللهم؛ سلم سلم)(2) ، كأنه في سفينة يخشى الغرق.
وبلغنا عن محمد بن يوسف رحمه الله أنه قال : تأملت سفيان الثوري ليلة فبكى الليل أجمع، فقلث : بكاؤك هلذا على الدنوب ؟ قال : فحمل تبنة وقال : الذنب أهون على الله من هلذا ، إنما أخشى أن يسلبني الإسلام ، والعياذ بالله.
وسمعث أنا بعض العارفين يقول : إن بعض الأنبياء صلوات الله عليهم سأل الله تعالى عن أمر بلعم وطرده بعد تلك الآيات والكرامات، فقال الله تعالى : لم يشكرني يوما من الأيام على ما أعطيته، ولو شكرني على ذلك مرة واحدة.. لما سلبيه: فتيقظ أيها الرجل، واحتفظ بركن الشكر جدا جدا ، وأحمد الله تعالى على نعمه في الدين، وأعلاها الإسلام والمعرفة، وأدناها مثلا توفيق تسبيح أو عصمة عن كلمة لا تعنيك ، عسى أن يتم نعمه عليك ، ولا يبتليك بمرارة الزوال؛ فإن أمر الأمور وأصعبها الإهانة بعد الإكرام ، والطرد بعد التقريب، والفراق بعد الوصال، والله تعالى الماجد الكريم، الرؤوف الرحيم.
Page 269