219

Minhag al-ʿabidin

منهاج العابدين

Genres

============================================================

وقل : يا نفس؛ أجنة الخلد خير أم لطخة من حرام الدنيا وحطامها النكد الفاني وأنت متمكنة من أن يحصل لك بطاعتك هلذا النعيم المقيم؟ فلا تكوني حسيسة الهمة، رديئة الإرادة، دنيئة الأفعال ، أما ترين الحمام إذا كان سماويا كيف تغلو قيمثه(1)، ويزداد قذره؟ فارفعي همتك كلها إلى السماء، وجردي قلبك لله تعالى الواحد، الذي بيده الأمر كله، ولا تضيعي ما ظفرت به من طاعتك بلا شيء وكذلك إذا أحسنت التايل، فرأيت أيادي الله تعالى ومننه العظام عليك في هلذه الطاعة ؛ بأن أمكنك منها ، وأعطاك الآلة أولا ، ثم أزاح عنك العوائق حتى تفرغت لهلذه الطاعة ثانيا، ثم خصك بالتوفيق والتأييد، ويسرها عليك، وزئنها في قلبك حثى عملتها ثالثا، ثم مع جلاله وعظمته، واستغنائه عنك وعن طاعتك، وكثرة نعمه عليك أعد لك على هلذا العمل اليسير الثناء الجزيل، والثواب العظيم الذي لا تستحقينه رابعا، ثم شكرك على ذلك، وأثنى عليك، وأحبك بذلك خامسا. . فهلذه كلها بفضله العظيم لا غير، وإلا.. فأي أستحقاق لك ؟! وأي قذر لعملك الحقير المعيوب ؟!

فأذكري أيتها النفس منة ربك الكريم الرحيم سبحانه فيما أحسن إليك في هذذه الطاعة ، وأستحيي من أن تلتفتي إلى عملي ، بل الفضل والمنة لله تعالى عليك وعلينا بكل حال ، ولا يكون لك شغل بعد حصول هلذه الطاعة إلأ التضؤع والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتقبلها، أما تسمعين قول خليله إبراهيم عليه السلام لما فرغ من خدمته في بناء بيته كيف أبتهل إلى الله تعالى في أن يتفضل عليه بالقبول فقال : رتنا تقبل منا إنك أنت السميع العليي} ، ولما فرغ من دعائه قال : ربناوتقبل دعاه)؟

فلئن من عليك بقبول هلذه البضاعة المزجاة. . فلقد أكمل المنة، وأعظم النعمة، فيا لها من سعادة ودولة، وعز ورفعة، وكم ترين في ذلك من خلعة

Page 253