202

Minhag al-ʿabidin

منهاج العابدين

Genres

============================================================

تفؤت نفسك تلك الكرامات العزيزة الشريفة بهلذه الأمور الحقيرة الدنية ؟

ثم إن كان ولا بد لك من هلذه الدنيا الخسيسة . . فاقصذ أنت الآخرة تتبغك الذنيا، بل أطلب الرب وحده يعطك الدارين؛ إذ هو مالكهما جميعا، وذلك قوله تعالى : من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواث الدنيا والآخرة) وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله تعالى يعطي الدنيا بعمل الآخرة، ولا يعطي الآخرة بعمل الدنيا"(1).

فإذا أنت أخلصت النية، وجردت الهمة للآخرة.. حصلت لك الآخرة والدنيا جميعا، وإن أنت أردت الدنيا.. ذهبت عنك الآخرة في الوقت ، وربما لا تنال الذنيا كما تريذ، وإن نلتها. . فلا تبقى لك، فتكون قد خسرت الدنيا والآخرة، فتأمل ايها العاقل.

والأصل الثالث : أن المخلوق الذي لأجله تعمل، ورضاه تطلب ، لو علم أنك تعمل لأجله. لأبغضك، ولسخط عليك، وأستهان بك، وأستخف بك، فكيف يعمل العاقل العمل لأجل من لو علم به أنه يطلب رضاه.. لسخط عليه وأهانه ؟!

فأعمل يا مسكين لأجل من إذا عملت لأجله، وقصدته بسعيك، وطلبت رضاه بذلك.. أحبك وأكرمك وأعطاك، حتى أرضاك وأغناك عن الكل وكفاك، فهذه هذذه، فافطن لها إن كنت تعقل والأصل الرابع : أن من حصل له سعئ يمكن أن يكتسب به رضا أعظم ملك في الدنيا ، فطلب به رضا كناس خسيس بين الناس.. فيكون ذلك دليلا على السفه ورداءة الرأي منه وسوء الحظ له، ويقال : ما حاجتك إلى رضا هلذا الكناس مع إمكانك من رضا الملك ؟ فكيف وقد سخط الكناس عليك بسبب سخط الملك ، ففاتك الكل ؟! فهذا حال المرائي

Page 236