Minhag al-ʿabidin

Al-Ghazali d. 505 AH
194

Minhag al-ʿabidin

منهاج العابدين

Genres

============================================================

وأما إخلاص طلب الأجر : قال مشايخ الكرامية : لا يقع في العبادات الباطنة؛ إذ لا يطلع عليها أحد إلا الله سبحانه، فامتنع منها دواعي الرياء، فلم يحتخ إلى إخلاص طلب الأجر.

وكان شيخنا رحمه الله يقول : إذا أراد العبذ المتقرب من الله تعالى بالعبادات الباطنة نفع الدنيا. . فهو أيضا رياء .

قلث أنا : فلا يبعد إذن أن يقع في كثير من العبادات الباطنة الإخلاصان ، وكذلك في التوافل ، يجب فيها الإخلاصان جميعا عند الشروع فيها .

وأما المباحات المأخوذة للعدة : فإنما يقع فيها إخلاص طلب الأجر دون اخلاص العمل ؛ إذهي لا تصلح أن تكون بنفسها قربة، بل هي عدة على القربة.

قإن قلت : هذا موضعهما، فبين لنا وقتهما من العمل.

فاعلم : أن إخلاص العمل مع الفعل يقارنه لا محالة ولا يتأخر عنه، وأما إخلاص طلب الأجر : فريما يتأخوعنه ، وعند بعض العلماء : يعتبرون فيه وقت الفراغ من العمل ، فإذا فرغ على إخلاص أو رياء.. فقد انقضى الأمر، ولا يمكنه استدراكه بعذ.

وعند عبدان من المشايخ الكرامية : ما لم ينل المنفعة المطلوبة بالرياء يمكنه اقامةه الإخلاص في ذلك العمل، فإذا نال المطلوب. . فقد فات .

وقال بعض العلماء : إن الفريضة يمكن إقامة الإخلاص فيها إلى الموت ، وأما النوافل : فلا سبيل إلى ذلك .

قال : والفرق بينهما : أن الله تعالى أدخل العبد في الفريضة ، فمأمول منه التفضل والتيسير فيها ، وأما النفل : فالعبد الذي أدخل نفسه فيه وتكلفه فطولب بحق ما تكلفه.

قلث أنا : وفي هلذه المسألة فائدة ، وهي أن من سبق منه الرياء، أو ترك الإخلاص في عملي فيمكنه استدراك ذلك وتلافيه على أحد الوجوه التي ذكرناها 228

Page 228