271

Manhaj al-ṭālibīn wa-balāgh al-rāghibīn

منهج الطالبين وبلاغ الراغبين

والأحد: اسم أكبر من الواحد، ألا تري أنك إذا قلت: فلان لا يقوم له واحد لجاز في المعني أن يقوم له اثنان أو ثلاثة فما فوقهم؟، فإذا قلت: لا يقوم أحد؛ فقد أخبرت أنه لا يقوم له أحد، وفي الأحد خصوصية ليست في الواحد، تقول: ليس في الدار واحد؛ يجوز أن يكون ليس في الدار واحد من الدواب، والطيور، فكأن الواحد للناس، ولغير الناس؛ وإذا قلت: ليس في الدار أحد: فهو مخصوص بالآدميين دون غيرهم.

والأحد ممتنع في الحساب. تقول: واحد، واثنان، وثلاثة فهو داخل في العدد، والأحد ممتنع من هذا، فلا يقال: أحد، واثنان، وثلاثة كما لا يقال: أحد في أحد كما يقال: واحد في واحد، والأحد، وإن لم يتجزأ من الواحد لعلة، والواحد وإن لم يتجزأ من الأحد: فهو يتجزأ من الاثنين، والثلاثة، تقول: جزء من واحد في جزأين، فما فوقهما.

والأحد يجئ في الكلام بمعني الواحد الأول، وكانت العرب تسمي الأحد الأول قال الله عز وجل: " قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا ".

والأحد؛ إذا لم يكن بمعني الأول لجاز في الخبر، والجحد، تقول: ما جاءني أحد، قال الله عز وجل: " أيحسب أن لن يقدر عليه أحد "، قال سبحانه : " أيحسب أن لم يره أحد ؟" وقال تعالي: " قل هو الله أحد " فهو خير.

وربما جاء أحد: بمعني الشيء، يقال: فلان لا أحد. أي: لا شيء؛ إذا خلا من الفهم والعقل، والخير كان بمنزلة لا شيء، وأحد: يكون بمعني الواحد، والجمع بمعني الجميع. تقول العرب: بيت أحدنا الأيام لا يأكل، فاحتمل بمعني الواحد، والجمع.

والأحد يجمع آحادا على القياس.

Page 274