============================================================
إليهم، فقال: لا تفعل، وعليك بالنظر في العلم ومجالسة العلماء، فإني أرى فيك حركة ويقظة، قال: فوقع في قلبي من قوله، فتركت الاختلاف إلى السوق، وأخذت في العلم، فنفعني الله تعالى بقوله. (كما في مسند الحارثي بسنده).
ال وحين بلغ السادسة عشر من عمره، خرج به آبوه لأداء فريضة الحج وزيارة النبي ومسجده، قال الامام أبو يوسف رحمه الله تعالى: معت أبا حنيفة يقول: حججت مع ابي سنة ست وتسعين ولي ست عشرة سنة، فإذا أنا بشيخ قد اجتمع عليه الناس، فقلت لأبي: من هذا الشيخ؟ قال: هذا رجل قد صحب النبي يلة، يقال له عبد الله بن جزء الزبيدي، فقلت لأبي: أي شيء عنده؟ قال: أحاديث سمعها من النبي، قلت: قدمني إليه، فتقدم بين يدي، فجعل يفرج الناس حتى دنوت منه، فسمعت منه: قال رسول الله : لامن تفقه في دين الله كفاه هته ورزقه من حيث لا يحتسب4.
قال الحافظ الجعابي: ومات عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي سنة سبع وتسعين، وسمعت هذا الحديث من طريق الصيمري على هذا السياق.
ال واتجه في العلم إلى أصول الدين ومناقشة أهل الضلال والإلحاد، ال ولقد دخل البصرة اكثر من سبع وعشرين مرة يناقش ثمة، ويجادل ويرد الشبهات عن الشريعة، ويدفع عنها ما يريد إلصاقه بها أهل الضلال، فناقش جهم بن صفوان حتى أسكته، وجادل الملاحدة حتى آقرهم على الشريعة، كما ناظر المعتزلة والخوارج فالزمهم الحجة، وجادل غلاة الشيعة فاقنعهم. (كما في مناقب البزازي 121/1) .
Page 9