============================================================
ولا يشبهه شيء من خلقه؛...
(ولا يشبهه شيء من خلقه)، تأكيدا لما قبله وتقرير لما قدمه وهو مستفاد من قوله تعالى: ( ليس كمثله شمت) [الشورى: 11]، أي كذاته أو صفاته، أو لأن نفي مثل المثل مستلزم لنفي المثل بطريق البرهان كما حققه بعض الأعيان، ولا نقول بزيادة (الكاف) أو (المثل)، لأن المثل المطلق هو المساوي من جميع الوجوه.
وفي شرح القونوي قال نعيم بن حماد(1): من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن آنكر ما وصف الله به تفسه فقد كفر.
لجاز أن تكون الصفات عرضا تكون وقد تزول والعياذ بالله، بل يقال: صفات الله تعالى معان قائمة بذات الله تعالى قديمة بقدمه تعالى وباقية ببقائه جل جلاله.
قال الإمام في الطحاوية: ما زال بصفاته قديما قبل خلقه، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا، ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداثه البرية استفاد اسم البارىء.
بيان السنة والجماعة لأبي جعفر الطحاوي، رحمه الله تعالى.
(1) قال تعيم بن حماد: هو تعيم بن حماد الخزاعي، مات قي الحبس حيث لم يجب المعتزلة في زعمهم خلق القرآن قال فيه الذهبي: نعيم من كبار أوعية العلم، لكنه لا تركن النفس إلى رواياته. السير 609/10. ثم قال: لا يجوز لأحد أن يحتج به، وقد صنف كتاب (الفتن) فأتى فيه بعجائب ومناكير . وقال فيه الازدي -كما في ميزان الاعتدال -: اته وضع أحاديث في تقوية السنة، وقصصا في ثلب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى ميزان الاعتدال4 . قال الكوثري: ذكره كثير من ثقات المتكلمين في عداد المجسمة، وله ثلاثة عشر كتابا في الرد على ن يسيهم الجهية:
Page 66