============================================================
ال ومنها: الاصغاء إلى كلام الحكماء وأتباعهم من السفهاء، حيث أعرضوا عن الآيات النازلة من السماء وخاضوا مع الجهلاء الذين يظن فيهم أنهم العقلاء والعلماء، وقد نئه الله تعالى على ذلك في كتابه حيث قال: (واذا رأيت ألذين يخوضون في ءاينا)(1) [الأنعام : 68]، أي بالتاويلات الفاسدة ال و التعبيرات الكاسدة ( فأقرض عنهم حت يخوضوا فى حديث غره) [الأنعام: 68]، فان معنى الاية يشملهم، إذ العبرة بعموم المبنى لا بخصوص السبب لذلك المعنى؛ والتأويلات الباطلة والتحريفات العاطلة قد تكون كفرا وقد تكون فسقا وقد تكون معصية وقد تكون خطأ، والخطا في هذا الباب غير معفؤ ال ومرفوع، بخلاف الخطأ في اجتهاد الفروع حيث لا وزر هنالك، بل أجر يترتب على ذلك.
وبهذا تبين وجه الفرق بين اجتهاد أهل البدعة مع اختلافهم، وبين اجتهاد أهل السنة مع اثتلافهم، ويشير إليه قوله تعالى: يضل بيه كثيرا ويقيى يهه كٹيرا) [البقرة: 26] ( وثنزل من القره ان ماهو شفا ورخمة للمؤمنين ولا يزيد الظدلمين إلا خسارا [الإسراء: 82]، وفي الحديث: "القرآن حجة لك أو عليك"(2)، فهو كبحر النيل ماء للمحجوبين (1) (واذا رأيت الذين يخوضون)، رواه البخاري ومسلم.
(2) (حجة لك أو عليك)، رواه مسلم، الطهارة وأول الطهور شطر الايمان أبو داود دعوات؛ ابن ماجه 85؛ أحمد ه/342.
أصل الرفض عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه الطائفة السبئية، وهم الغلاة من الرافضة اصله من اليمن، كان يهوديا فأظهر الإسلام، وطاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الأئمة ويلقي بينهم الشر، وكان قد بدأ أولا بالحجاز، ثم بالبصرة ثم بالكوفة ثم دخل دمشق أيام عثمان بن عفان قلم يقدر على ما يريد
Page 40