333

============================================================

يونس بن متى" فمؤول بما بيناه في المرقاة شرح المشكاة(1)؛ ومجمله أن المتع إنما هو مخصوص بما يجر إلى المنقصة أو الخصومة.

وأما ما ذكره النووي في شرح مسلم من آنه ورد قبل العلم او محمول على التواضع، فما استحسنه الجمهور. قال شارح عقيدة الطحاوي: وأما حديث: "لا تفضلوني على يونس بن متى"، فقال بعض الشيوخ: لا افسره حتى أعطى مالا جزيلا، فلما أعطوه فسره: بأن قرب ال ي ونس من الله وهو في بطن الحوت كقرب محمد من الله تعالى ليلة المعراج، وعدوا هذا تفسيرا عظيما. وهذا يدل على جهلهم بكلام الله تعالى وكلام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، إلى أن قال: وهل يقول مؤمن إن مقام الذي أسري به إلى ربه وهو معظم كريم كمقام الذي ألقي في بطن الحوت وهو مليم؟ وأين المكرم المقرب من الممتحن المؤدب؛ فهذا في غاية التقريب، وهذا في غاية التأديب، وهل يقام هذا الدليل على نفي علو الله تعالى على خلقه الثابت بالأدلة الصحيحة القطعية الصريحة التي تزيد على ألف(2). انتهى.

ذلك في أحاديث. قيل في "لا تفضلوني على يونس بن متى": أي لا تعتقدوا أني أقرب إلى الله تعالى من يونس قربا حسيا حيث ناجيته من فوق سموات وهو ناجى ربه في بطن الحوت في قاع البحر لتنزهه تعالى عن الجهة والمكان، والقرب والبعد يستوي في حقه من فوق السموات ومن في قاع البحر. انظر هداية الباري لترتيب أحاديث اليخاري 184/2، وانظر بهجة النفوس لابن آبي حمزة 176/3.

(1) المرقاة في تفضيل رسول الله ي وآل بيته الطاهرين 369/11.

(2) قال شارح العقيدة يعني ابن ابي العز 161/1، وقوله: (وهل يقام هذا الدليل =

Page 333