292

============================================================

والله تعالى يهدي من يشاء فضلا منه، ويضل من يشاء عذلا منه، وإضلاله خذلانه، وتفسير الخذلان: أن لا يوفق العبد إلى ما يرضاه منه، وهو عذل منه،.....

حق، وهما مخلوقتان، ولا فناء لهما ولا لأهلهما لقوله تعالى في حق أهل الجنة: أعدت للمتقين} [آل عمران : 133] وفي حق أهل النار: أعدت للكفين} [البقرة: 24] خلقهما الله تعالى للثواب والعقاب. وقال أيضا في "الوصية": وأهل الجنة في الجنة خالدون، وأهل النار في النار خالدون، لقوله تعالى في حق المؤمنين: أولكيك أضحكب الجنة هم فيها خلدوب} [البقرة: 82]، وفي حق الكفار: أولكيك أضحب النار هم فبها خلدون} [البقرة: 39]. انتهى.

وذهب الجهمية وهم الجبرية الخالصة إلى آنهما تفنيات ويفنى أهلهما، وهو قول باطل بلا شبهة، لأنه مخالف للكتاب والسنة وإجماع الأمة.

(والله تعالى يهدي من يشاء)، أي إلى الإيمان والطاعة (فضلا منه) ، آي يجعله مظهر جماله ومحل ثوابه (ويضل من يشاء)، أي بالكفر والمعصية (عدلا منه)، آي يجعله مظهر إجلاله وموضع عقابه ثم هدايته وتوفيقه وإحسانه، وهذه جملة مطوية معلومة القضية، ولذا لم يتعرض له الإمام واكتفى بذكر ما فيه من اختلاف بعض الأنام حيث قال: (واضلاله خذلاله)، أي عدم نصرته في مقام تحقيقه ومرام تصديقه.

(وتفسير الخذلان: أن لا يوفق العبد)، أي لا يحمله (إلى ما يرضاه منه)، أي على ما يحبه من الايمان والإحسان ويكون سببا لرضى الرب عن العبد. (وهو)، أي الخذلان وعدم رضاه عته (عدل منه) إذ لا يجب عليه

Page 292