============================================================
يدخل النار{ إنه كان في أقلي)، أي في الدنيا مشرورا) [الانشقاق: 7 -13]، أي باتباع هواه ودنياه في الكفر بطرا بالمال والجاه، فارغا عن الآخرة.
فبين الإمام الأعظم رحمه الله أن الحساب وإعطاء الكتاب متقاربان، فكان حكمهما واحدا حيث لا ينفكان، فلم يذكره الإمام على حدة لابتغاء الاكتفاء. والظاهر أن إعطاء الكتاب قيل ميزان الحساب لقوله تعالى: فسوف يحاسب حسابا يسيرا} [الانشقاق: 8]، فتفسيره، ورد في السنة أن من نوقش في الحساب يوم القيامة عذب(1).
وقد أنكر المعتزلة الميزان والحساب والكتاب بعقولهم الناقصة مع ال وجود الأدلة القاطعة في كل من هذه الأبواب.
ال و أما ما وقع في العمدة من أن كتاب الكافر يعطى بشماله أو من وراء ظهره فيوهم أنه شاك ومتردد في آمره وليس كذلك، بل ذكره بأو لاختلاف ما جاء في الايتين، وهو إما محمول على الجمع بينهما كما أشرنا إليها، ال واما للتنويع، فبعضهم يعطى بشماله وهو القريب من الإسلام، وبعضهم يعطى من وراء ظهره وهو المذبر بالكلية عن قبول الأحكام، وهي كتب كتبها الحفظة أيام حياتهم إلى حين مماتهم، كما قال الله تعالى: (أم (1) (من نوقش الحساب عذب) البخاري 176/1 في العلم، مسلم 2876، والترمذي 2426، وفيه قالت عائشة رضي الله عنها فقلت : اليس يقول الله تمالى: فأما من أوق كتبه يسميند ( فسوف يحاسب جسابا يسيرا وينقلك ك أهلي مسرورا)؟ قال: "إنما ذلك العرض وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا ملك" 281
Page 283