182

============================================================

عليه وعلى اله وسلم قبل الرسالة ما كان على شرع نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وهو المختار عند المحققين من الحنفية، لأنه لم يكن من أمة نبي قط لكنه كان في مقام النبوة قبل الرسالة ، وكان يعمل بما هو الحق الذي ظهر عليه في مقام نبوته بالوحي الخفي والكشوف الصادقة من شريعة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وغيرها، كذا نقله القونوي في شرح عمدة النسفي: ال وفيه دلالة على أن نبوته لم تكن متحصرة فيما بعد الأربعين كما قال جماعة، بل إشارة إلى آنه من يوم ولادته متصف بنعت نبوته، بل يدل حديث: "كنت نبيا وادم بين الروح والجسد"(1) على أنه متصف بوصف نبوة في عالم الأرواح قبل خلق الأشباح، وهذا وصف خاص له لا أنه محمول على خلقه للنبوة واستعداده للرسالة كما يفهم من كلام الإمام حجة الإسلام، فإنه حينئذ لا يتميز عن غيره حتى يصلح أن يكون ممدوحا بهذا النعت بين الأنام .

ثم نبوته ورسالته عليه الصلاة والسلام ثابتة بالمعجزات، بل هي معجزة في حد الذات والصفات كما قال صاحب البردة: كفاك بالعلم الأمي معجزة في الجاهلية والتأديب في اليتم (1) (كنت نبيا وادم بين الروح والجسد) الحاكم وصححه وأقره الذهبي، وقال في رجاله ثقات، انظر (عظيم قدر التبي ق) للشيخ الدكتور خليل ملا خاطر ص 36.

Page 182