172

============================================================

لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار.

ال واختلفوا في حد الكبيرة؛ فقال ابن سيرين رضي الله عنه: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة، ويؤيده ظاهر قوله سبحانه: { إن تجتنبوا كبايرما ثنهؤن عنه ... الاية (النساء: 31]. وقال الحسن وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم: ما جاء في القرآن مقرونا بذكر الوعيد فهو كبيرة، وهذا هو الأظهر فتدبر.

ثم اعلم أن ترك الفرض أو الواجب ولو مرة بلا عذر كبيرة... وكذا ارتكاب الحرام. وترك الستة مرة بلا عذر تساهلا وتكاسلا عنها صغيرة، وكذا ارتكاب الكراهة والإصرار على ترك السنة أو ارتكاب الكراهة كبيرة، إلا أنها كبيرة دون كبيرة، لأن الكبير والصغير من الأمور الإضافية والأحوال النسبية، ولذا قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.

قال شارح عقيدة الطحاوي: وثم أمر ينبغي التفطن له، وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر؛ وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالات وترك الخوف والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر، وهذا آمر مرجعه إلى ما يقوم إلى السبعين اقرب، غير أنه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار.

الطبراني. وفي حديث الصحيحين: (اجتنيوا السبع الموبقات. قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلأ بالحق، واكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) انظر التحذير من الكبائر ص 7 وما بعد.

Page 172