============================================================
منهم إيمانا، فهم يولدون على تلك الفظرة،.....
منهم)، أي قولهم (بلى) الذي صدر عنهم (إيمانا)، أي حقيقيا أو حكميا (فهم يولدون على تلك الفطرة)، يعني كما قال الله سبحانه: فطرت ألله ألتى فطر الناس عليها) [الروم: 30] وكما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لاكل مولود يولد على فطرة الإسلام، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه حتى يعرب عنه لسانه، إماشاكراوإما كفورا}" [الإنسان: 3]، وهذا معنى قوله تعالى: { إناهديننه الشبيل إماشاكراوإما كفورا}.
والحاصل: أن عهد الميثاق ثابت بالكتاب وهو قول الله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني هادم من ظهورهر ذريتهم} الآية، وبالسنة وهو الحديث الثابت المروي في المصابيح وغيره وتحقيقهما في كتب التفسير وشروح الحديث المنير على ما بينا في محلهما، خلافا للمعتزلة حيث حملوا الاية اال والحديث على المعنى المجازي كما دفعناه في موضعهما.
هذا، وقال شارح: ظهر من هذه المسألة وما يتعلق بها من الأدلة أن القول بأن أطفال المشركين في النار متروك، فكيف لا وقد جعل الشرع البالغ الجاهل بالله ممن لم تبلغه الدعوة معذورا، يعني بقوله تعالى: وما گا معذيين حقى نتعث رسولا}(1). اه.
وأما الأحاديث فمتعارضة في هذا الباب وقد جمعنا بينها في شرح المشكاة على ما ظهر لتا من طريق الصواب.
ال و قد قال فخر الإسلام وكذا نقول في الذي لم تبلغه الدعوة: إنه غير (1) (حتى نبعث رسولا): يهديهم إلى الحق ويردعهم عن الضلال ويقيم الحجج ويمهد الشرائع . تنوير الأذهان 326/2. سورة الإسراء.
Page 149