============================================================
على ما رواه مسلم: "إن قلوب بني آدم(1) كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن؛ كقلب واحد يصرفه كيف يشاءه، وكقوله عليه الصلاة والسلام: "لا تزال جهنم(2) تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة قدمه فينزوي بعضها إلى بعض فتقول قط قطه الحديث، وكقوله عليه الصلاة والسلام : "إن الله يبسط (3) يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده (1) (إن قلوب بني ادم)، رواه مسلم، قدر 7، دعوات 89، وأحمد 168/8، ترتيب المسند. والمراد بين علم الله تعالى وإرادته، قال النووي: هذا من أحاديث الصفات وفيها القولان السابقان قريبا. أحدهما: الإيمان بها من غير تعروض لتاويل ولا لمعرفة المعنى بل يؤمن يأنها حق وأن ظاهرها غير مراد، قال الله تعالى: (ليس كمثله شى [الشورى: 11]. الثاني: يتاول بحسب ما يليق بها فعلى هذا المراد المجاز، كما يقال فلان في قبضتي وكفي، ولا يراد أنه قال في كفه، بل المراد تحت قدرته، ويقال بين أصبعي، أقلبه كيف شئت، أي اناه مني على قهر، والتصرف فيه كيف شئت، فمعنى الحديث آنه تعالى متصرف ن ي قلوب عباده وغيرها كيف شاء ولا يمتنع عنه شيء منها ولا يفوته ما آراده، كما لا يمتنع على الإنسان ما كان بين أصبعيه. اه. 204/16. وقال ابن العربي: إن السبق لا يكون في الصفات إنما يكون في المخلوقات، وخير الله الذي خلقه وأفاضه على عباده اكثر من شره، وإلى هذا ترجع الغاية والسبق، لا إلى صفات العلي جل جلاله. عارضة الأحوذي - باب الدعاء ص 14 -61.
(2) (لا تزال جهم.0)، رواه البخاري، إيمان 13، توحيد 7، والترمذي صفة الجنة.
(3) (أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار)، رواه مسلم، توبة 21، وأحمد .291 125
Page 127