94

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

فأمروا ياقوم النجار القبطي مولى أحدهم آن يبنيها، وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينقل معهم الحجارة، ثم لما تقارب بعثه صلى الله عليه وسلم.. تحدث بذلك أحبار اليهود ورهبان التصارى؛ لما في كتبهم من صفته وصفة زمانه، وكهان العرب؛ لأن شياطين الجن كانت لا تحجب عن خبر السماء، فتسترق السمع وتخبر الكهنة به فيعلمون بعض خبر السماء، لككن كانت العرب لا تلقي لذلك بالأ، فلما دنا مبعثه.. حجبت الشياطين عن السمع كما قال: 6 الا بعث الله عند مبعيه الشه ب حراسا وضاق عنها الفضاء ~~(بعث) أي: أرسل (الله) علم على الذات الواجب الوجود، المستحق لجميع المحامد من الخلق لذاته (عند) - بتثليث العين - أي : قرب (مبعثه) أي: زمن بعثه صلى الله عليه وسلم؛ أي: إرساله إلى الخلق كلهم كما قال في خبر مسلم: "وأزسلت إلى الخلق كافة " وبين (بعث) و( مبعثه) جناس الاشتقاق (الشهب) على الشياطين الذين يسترقون السمع، فيخطف أحدهم الكلمة ثم يضم إليها مثة كذبة، كما في الحديث، ثم يلقيها للكاهن(1)، وهي: جمع شهاب، وهو : شعلة نار تحرق الشيطان المسترق للسمع أو تخبله (حراسأ) إما جمع حارس على غير قياس، كقائم وقيام، فهو حال، أو مصدر؛ أي : لأجل الحراسة لشريعته التي سيأتي بها من الشياطين أن يخلطوا بها ما ليس منها، وهو للمبالغة والتاكيد؛ لأنه معلوم من قوله : (تطرد...) إلخ، ففيه التتميم ك: على حيه} من: ويطعمون الطعام على حيه} (و) لكثرة تلك الشهب وعمومها للمسترقين في تواحي السماء (ضاق عنها الفضاء) أي: المفازات الواسعة، فلم يبق محل يجدونه حتى يسترقوا السمع منه، وبين (ضاق) و(الفضاء) الطباق (1) أخرجه البخاري (3210)، ومسلم (2228)، وابن حبان (2136)، وابن ماجه (194)، وأحمد (87/6)

Page 94