============================================================
بلغ بصرى، فرآه بحيرى الراهب فعرفه بصفته فقال : هلذا سيد العالمين، إنكم حين أشرفتم به من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدا ولا يسجد إلا لنبي) وإني أعرفه بخاتم النيوة عند غضروف كتفه كالتفاحة، ثم سأل عمه أن يرده خوفا عليه من اليهود، رواه ابن أبي شيبة(1)، وفيه : أنه صلى الله عليه وسلم أقبل وعليه غمامة تظله ويحيرى- بفتح فكسر- مقصور، ذكره جمع من الصحابة، بناء على أن الشرط رؤيته والايمان به ولو قبل المبعث، وصح: أن سبعة من الروم أقبلوا يريدون قتله صلى الله عليه وسلم فمنعهم بحيرى، ورده أبو طالب، وبعث معه آبو بكر بلاله(2) وقوله : (وبعث معه. ..) إلخ وهم من أحد رواته؛ لأن أبا بكر إذ ذاك لم يكن متأهلا لذاك ولا اشترى بلالا.
وفي حديث عند البيهقي وأبي نعيم: آنهم لما أقبلوا.. رأى بحيرى غمامة بيضاء تظله من بينهم، ثم تزل تحت شجرة فانحنت عليه أغصانها حتى أظلته (3).
وروى أبو نعيم وابن عساكر: أن آخته الشيماء بنت حليمة رأته في الظهيرة وغمامة تظله، إذا وقف. وقفت، وإذا سار.. سارت، ولما بلغ ثمان عشرة سنة.. سافر إلى الشام مرة أخرى لتجارة على ما ورد، للكن بسند ضعيف(4)، وفيه : أن أبا بكر كان معه، وأن بحيرى قال : هلذا والله نبي، وأن ذلك سبب إيمان أبي بكر به لما بعث قبل غيره: ثم خرج وله خمس وعشرون سنة مرة ثالثة في تجارة لخديجة ومعه غلامها ميسرة، فرأى في الهاجرة ملكين يظلانه من الشمس ، وكذا رأت خديجة ذلك لما أقبلوا وهي في علية لها، وفي هلذه السنة تزوجها، وكانت تسمى بالطاهرة، وكان سنها آربعين سنة، ولما بلغ خمسا وثلاثين سنة.. خافت قريش آن تهدم السيول الكعبة لتشعثها، (1) المصنف (435/8) (2) أخرجه الطبري في " تاريخه" (278/2)، والبغدادي في " تاريخ بغداد" (10/ 252)، وذكره ابن الأثير في " الكامل"(239/1)، وابن كثير في البداية والنهاية" (289/2) .
(3) دلائل البيهقي (26/2)، ودلائل أبي نعيم (211/1) .
4) تاريخ دمشق (360/4) 159
Page 93