385

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

ومن إيذاء المنافقين قولهم يوم الخندق : محمد يعد أصحابه أن ينفق كنوز قيصر وكسرى وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط (1)، وقد حقق الله تعالى ما قاله نبيه صلى الله عليه وسلم، فملك الله المسلمين كنوز كسرى وقيصر في زمن عمر وعثمان رضي الله تعالى عنهما ثم ذيل بجملة مشتملة على معنى ما قبلها، جارية مجرى الأمثال، فليس تتميما خلافا للشارح؛ لأنه المأتي به لمجرد المبالغة والتأكيد، ولا تكميلا ؛ لأنه المأتي به لدفع الايهام.

نعم؛ في ذلك اضطراب بين آهل البديع. فقال : (ونطق) أي: منطوق (الأراذل) أي: الأسفال الأخساء الذين لا مروءة لهم ولا عقل.. الكلمة (العوراء) أي : القبيحة الساقطة، أي: شأنهم النطق بالفحش، وهلؤلاء كذلك، كيف و كل رجسي يزيده الخلق الشو سفاها والملة العوجاء (كل رجس) آي: قذر وغضب قائم بهم (يزيده) ما جبلوا عليه وهو (الخلق السوء) - بفتح السين وضمها - أي : القبيح (سفاها) - بفتح السين- من: (سفه) بالضم (سفاها) و(سفاهة)، ومصدر المكسور(2) (سفها)، وهو: ضد الحلم، وسببه: خفة العقل وطيشه (و) يزيده سفاهة أيضا وبعدا عن الخير ( الملة) أي: الشريعة، سميت بذلك؛ لأنها تملى وتكتب (العوجاء) أي: الباطلة، شبهها بطريق عوجاء لا تهدي سالكها إلى مطلوبه، بل يتيه ويضل فيها، على سبيل الاستعارة المكنية، ثم أثبت لها العوج تخييلا، وأولئك الأراذل اجتمع فيهم الوصفان : الخلق السوء، والتمسك بالملة الباطلة فتضاعفت سفاهتهم (1) أخرجه البيهقي في " السنن الكبري " (31/9) (2) أي : سفه بكسر الفاء.

451

Page 385