============================================================
أما وجهه الشريف. . فصح عن البراء : أنه صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا(1)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : ما رأيت شيئا أحسن منه صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه صلى الله عليه وسلم(2)، وعن البراء : أنه قيل له : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كالسيف ؟ قال: لا، بل كالقمر(3)؛ أي : لم يكن كالسيف في الطول ولا في اللمعان ، بل كالقمر في التدوير وفوق لمعان السيف، وصح عن جابر بن سمرة: لم يكن كالسيف، بل كالشمس والقمر، وكان مستديرا(4)، فنبه بهذا أنه جمع بين الحسن والإشراق، والملاحة والاستدارة، وجاء عن علي كرم الله وجهه : لم يكن بالمكلثم؛ أي : شديد استدارة الوجه، بل فيه تدوير قليل وهو أحلى عند العرب، وهو معنى قول أبي هريرة : كان أسيل الخدين؛ أي : فيهما طول وسلامة من ارتفاع الوجنة، وتشبيه غير واحد لوجهه بشقة القمر؛ آي: عند التفاته، وقيل: احتراز عما في القمر من السواد، ويرده: تشبيه أبي بكر رضي الله عنه وغيره له بدارة القمر، وفي "النهاية" : (أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سر.. صار وجهه كالمرآة، فيرى خيال الجدر فيه)(5)، وفي رواية : (يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر)(1) وإنما كان الأكثر تشبيهه بالقمر دون الشمس؛ لأن من شاهده.. ينظره كمال النظر، ويتأنس به ولا يتأذى منه، بخلاف الشمس في الكل، ولذا كان من أسمائه صلى الله عليه وسلم البدر، ومن ثم قال الخارجون لملاقاته مرجعه من تبوك: طلع البذر عليتا ن ثنيات الوداغ (1) أخرجه البخاري (3549)، ومسلم (2337) (2) أخرجه الترمذي (3648)، وأحمد (380/2) (3) أخرجه أبو داوود الطيالسي في " مسنده "(99) (4) آخرجه مسلم (2344) وابن حبان (2297)، وأبو يعلين (7456) وأحمد 104/5) وغيرهم (5) النهاية (438/4) (2) اخرجه الطبراني في " الكبير" (155/22)، والبيهقي في " الدلائل (286/1)، وفي "الشعب "(1430)، وغيرهم
Page 206