125

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

نعم؛ بعض تلك المصادر يجوز رفعه كا ويح)، فقد قالوا: ومما استعمل مفردا ومضافا قولهم: ويح فلان وويحآ له، قال ابن طاهر: متى أضفت (ويح).. وجب النصب وامتنع الرفع؛ لأنه مبتدأ لا خبر له، ومتى أفردته.. جاز كل منهما، وكذا (ويل) والنصب فيه غير قوي؛ لأنه مصدر لا فعل له، بخلاف نحو: حمدا وشكرا، ومن ثم غلب على (ويح) الرفع، بل قال ابن أبي الربيع : يجب رفعه دون (ويل): نعم؛ إن عطف (ويح) على (تب).، تعين نصبه، ومنع المازني عطف (ويح) على (تب) وعكسه؛ لتناقض معناهما، ورد بأن (ويح) أخرج مخرج الدعاء وليس معناه الدعاء، وتبا تستعمل، كقاتله الله ما أشعره، فعلم أن (ويح) و( ويل) وتحوهما متى نصب.. فإنما هو بعامله المحذوف وجوبا، وأنه لا دخل للتداء هنا: واعلم: أنهم اتفقوا على أن (ويح) كلمة ترحم تقال لمن وقع في مهلكة لا يستحقها، و( ويل) كلمة عذاب ، وقيل: هما بمعنى، وعلى الأول فقد يستشكل اتيان الناظم بها في هذا المحل؛ لأن الجافين له صلى الله عليه وسلم يستحقون الهلاك الدائم، وقد يجاب: بأن كثيرا منهم أسلم بعد ذلك، فالترحم لهم باعتبار ما آل إليه حالهم، ويرد بأنهم بهذا الاعتبار لا يقال فيهم: ويح؛ لأنهم لم يقعوا في هلاك أصلا، فالأحسن: الجواب بأن الترحم من حيث النظر إلى القرابة التي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم من عمود نسبه وجلدته، والترحم لهم من هذذه الحيثية لا محظور فيه (قوم جفوا نبيا) بلغ من مراتب الجلالة والتعظيم ما لم يبلغه نبي؛ أي: أبغضوه وآذوه الإيذاء البالغ ، بل قصدوا قتله كما مر آنفا مبسوطا (بأرض ألفته ضبابها) جمع ضب، وحديثه مشهور على الألسنة، ورواه البيهقي في أحاديث كثيرة، للكنه حديث غريب ضعيف، قال المزني : لا يصح إسنادا ولا متنأ، وهو : أن أعرابيا اصطاد ضبا، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم.. طرحه بين يديه وقال : لا أؤمن بك حتى يؤمن بك هذا، فقال: "يا ضي" قال: لبيك وسعديك، قال: من تعبد ؟" قال: الذي في السماء عرشه، وكلمات أخر، قال : "من أنا؟ " قال : رسول رب العالمين، فأسلم الأعرابي الحديث بطوله، قيل: وهو موضوع، ورد بآن نهايته

Page 125