والنهار ليقطع موكب الرؤوس والسبايا مسافة ثلاثين يوما في عشرة ايام ، ويضم العقيلة مجلس يزيد ورأس الحسين بن علي والزهراء بين يديه ينكث ثناياه بمخصرته ويتمثل بقول القائل :
ليت اشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الاسل
وكان على زينب وقد رأته بتلك الحالة فرحا مسرورا يتمثل بهذه الابيات التي تعبر عن حقده وتعصبه لجاهلية جده وأبيه ووثنيتهما ويعبث بثنايا ابي عبدالله الحسين بمخصرته ان تتكلم بين تلك الحشود المجتمعة في مجلسه لتحرق دنيا سروره وفرحه بكلماتها التي كانت أشد وقعا عليه من الصواعق ولتضع الكثيرين ممن كانوا يجهلون مكانة الاسرى ولا يعرفون عنهم شيئا في جو تلك الاحداث وافتتحت كلامها بعد حمد الله بقولها : أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء وأصبحنا نساق كما تساق الاسارى ان بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة ، ومضت في حديثها وأبصار تلك الحشود المحيطة بيزيد شاخصة اليها تذكرهم بمنطق ابيها ومواقفه بين المعسكرين في صفين حينما كان يخاطب معاوية وحزبه ويناشدهم الرجوع عن غيهم وضلالهم الى حظيرة الاسلام وعدالته السمحاء.
ومضت تقول : أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك اماءك وحرائرك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن تحدو اليهن الاعداء من بلد الى بلد ويستشرفهن اهل المناهل والمعاقل
Page 69