(لقد شاء الله ان يراهن سبايا)
لقد كان محمد بن الحنفية شقيق الحسين في طليعة اولئك الذين حاولوا مع الحسين عليه السلام ان لا يستجيب لأهل العراق وأن يبقى بعيدا عنهم وقد ذكره مع من ذكروه بمواقفهم مع أبيه وأخيه وكان قد اشار عليه ان يذهب إلى اليمن أو بعض نواحي البر ولا يذهب إلى الكوفة فوعده الحسين عليه السلام ان ينظر في الأمر وفي مطلع الفجر من تلك الليلة اخبر ابن الحنفية ان الحسين عليه السلام قد تهيأ للخروج مع اخوته وبني عمومته ونسائه إلى العراق فأقبل عليه وقد اشرف موكبه على التحرك فأخذ بزمام ناقته وهو يبكي واقل له : ألم تعدني النظر فيما سألتك فما حداك على الخروج عاجلا؟ فرد عليه الحسين قائلا : لقد جاءني رسول الله بعد ما فارقتك وقال لي : لقد شاء الله ان يراك قتيلا فاسترجع ابن الحنفية وقال : إذا كان الأمر كما تقول ، فما معنى حملك للنساء وأنت تخرج لهذه الغاية ، فقال له : لقد شاء الله ان يراهن سبايا.
بهذا الجواب القصير وبهاتين الكلمتين بما لهما من المدلول الواسع
Page 47