وحكم المسلمين من بعده ولده المهدي بنفس الروح اللئيمة الحاقدة على العلويين وصلحاء المسلمين وخفت في عهده حدة القتل الجماعي للعلويين وشيعتهم ومطاردتهم ولكنه سخر جماعة من أعوانه ومرتزقته لانتحال صفة الزندقة لكل من يناوئه من العلويين وشيعتهم ، وأصبح الاتهام بالزندقة من أيسر التهم التي تلصق بالابرياء كما جاء في التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية.
وقال عبد الرحمن بدوي : ان الاتهام بالزندقة في ذلك العصر كان يسير جنبا الى جنب مع الانتساب الى مذهب الرافضة وفي ذلك يقول الطغرائي من جملة أبات له :
ومتى تولى آل احمد مسلم
قتلوه ووصموه بالالحاد
ولما جاء دور خليفته الهادي العباسي سلط على العلويين جلاديه وجلاوزته فألحوا في طلبهم ومطاردتهم وقطع ارزاقهم وأعطياتهم وكتب الى سائر المقاطعات الاسلامية يهدد ويتوعد كل من يأويهم ويحسن اليهم وكانت معركة فخ التي قتل فيها اكثر من مائة وخمسين من رجال العلويين ونسائهم وأطفالهم بسبب ما لحقهم من الاضطهاد يومذاك وتولى قيادتها الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكان موسى الهادي قد استخلف على المدينة اسحاق بن عيسى فأوعز اسحاق الى رجل من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبدالعزيز بن عبدالله فحمل على الطالبيين وأفرط في التحامل عليهم ومضايقتهم فاجتمع على الحسين بن علي صاحب فخ جماعة من الشيعة فخرج بهم وكانت المعركة في القرب من مكة وفي المكان المعروف بفخ وقتل الحسين ومن معه من العلويين وشيعتهم وحملت رؤوسهم الى موسى الهادي ، ولما بلغ العمري
Page 160