Min Naql Ila Ibdac Talif
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Genres
(1) ثابت بن قرة
وكما ساهم المترجمون في تمثل الوافد فإنهم ساهموا أيضا في تمثل الوافد قبل تنظير الموروث؛ فهم المؤلفون الأوائل. ولم يظهر تمثل الوافد قبل تنظير الموروث قبل القرن الثالث؛ فقد كان القرن الثاني بداية عصر الترجمة، أي نقل الوافد وقلة التراكم الفلسفي في الموروث. ويغلب على هذا النوع من التأليف علم الطب لحاجة الحضارة القائمة الجديدة إليه في مداواة الجند؛ فهو علم عملي قبل أن يكون علما نظريا جزءا من الطبيعيات عند اكتمال بنية علوم الحكمة عند ابن سينا. لم يكن الموروث في ذلك الوقت يتجاوز الطب النبوي، المرويات في الطب عن الرسول.
ويمثل كتاب «الذخيرة في علم الطب» لثابت بن قرة (288ه) هذا النوع من التأليف. جمعه ابنه سنان ابن قرة، مجرد تجميع علم دون منهج، قياس أو تجربة أو حيل، ولا يوجد أسلوب يعبر عن وحدة العمل وتأليفه، أو تجارب شخصية توحي بممارسة الطب.
1
ولو أن بعض عبارات التذكير بما فات تبدأ أحيانا ربطا للاحق بالسابق.
2
تبدو فيه بداية المصطلحات الطبية مثل الصفة؛ أي تركيب الدواء. ويغلب على أسماء النباتات والأعشاب فيه أسلوب التعريب عن اليونانية مباشرة.
ويتصدر الوافد بطبيعة الحال على الموروث، ويأتي جالينوس في المقدمة، يليه أبقراط.
3
ويعطى لجالينوس لقب الحكيم أو الفاضل، ولأبقراط لقب الفاضل، بداية للتحول الشخصي من الشخص إلى النموذج، وتقديرا للوافد الذي سيظهر عند الكندي كموقف حضاري. ومن مؤلفات جالينوس المحال إليها: تدبير الأصحاء، حيلة البرء، الأهوية والبلدان، الميامير، أغلوقون، طيماوس. وواضح خروج الحكمة الخالصة مثل طيماوس من ثنايا الطب. ومن مؤلفات أبقراط يذكر «الفصول». وتبدو بعض الألفاظ معربة مثل الماليخوليا، الإيلهسيا.
Unknown page