201

Min Naql Ila Ibdac Talif

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث

Genres

وكلها إسقاطات من النفس على الطبيعة، والإنشاء على الخبر.

والجزء الثاني «في أحوال الكواكب السبعة السيارة، ومعرفة طبائعها وما يعرض لها من السعادة والنحوسة، وفيما يضاف لها وينسب إليها، وفي قوتها وضعفها ودلالتها» يتضمن ثمانين بابا تختلط فيها الطبيعة بالإنسان، ويتداخل فيها الموضوع بالذات، ويظهر فيها أثر الكواكب في مصائر البشر سعادة وشقاء، وإسقاط العالم الإنساني على العالم الطبيعي في قسمة الكواكب إلى مذكر ومؤنث، وتفاوتها في مراتب الشرف، والصداقة والعداوة، وشقائها وتعسها، ويقينها وحيرتها، وربط الكواكب وحركاتها على أفعال البشر؛ مما يسلب حرية الإنسان وقدراته الطبيعية، وقضاء حوائجه أو وقفها؛ فهي عالم إنساني من الاستعلاء والقوة والفاعلية والكمال.

38

والجزء الثالث «في تسخير الكواكب، وفيما ينسب إلى كل كوكب مكنها من الأعمال والمطالب في ساعاتها»، ويضم ثمانية وعشرين بابا، تدور معظمها حول مفهوم التسخير، تسخير الكواكب في حياة الإنسان عن طريق السحر، كوكبا كوكبا، القمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشتري وزحل، ودفع مضارها وكيفية الاستعانة بها وحمدها، وأثرها في زرع المحبة والكراهية في نفوس البشر، وطرق عمل الطلسمات في مختلف ساعات النهار.

39

والجزء الرابع «في علم الحروف المرقومة وما يخصها من الأسرار المكتوبة» يعرض سر حرف حرف من الحروف الأبجدية بلا فصول أو أبواب مثل باقي الأجزاء، ضاربا المثل بمعنى البسملة كما هو الحال عند ابن عربي، وتقابلها مع تاريخ النبوة؛ فلكل نبي حرف ورقم وما يقابله من الطبائع. ويبدو أن تتبع الحروف الثمانية والعشرين ابتداء من الألف حتى الياء أغنى عن تقسيم هذا الجزء الرابع إلى أبواب وفصول. وحروف أوائل السور جزء من النظرية العامة في الحروف الرقمية. وكل حرف له شكل ومضمون يميلان إلى درجة المعرفة ومرتبة الوجود. والحروف ليست مرتبة أبجديا، بل يتغير ترتيبها وفقا لنسق خاص.

والجزء الخامس «في علم التكسير وحزب الأوفاق واستخراج الأسماء والأقسام وإظهار الأرواح النورانية»، ويضم ثلاثين فصلا حول أثر أفعال الأفلاك في العالم الإنساني، ويغلب عليها موضوع الحروف، طبائعها ومراتبها، وتصرفها، وأنواعها، وأسرارها، ومعانيها، واستخراج الحقائق منها، والأصول اللازمة لها، وطرق تكسيرها، ووجودها في أم الكتاب، وطبائعها، سعدها ونحسها، منافعها ومضارها، وما ينسب إلى الأيام السبعة من الكواكب والآيات والملائكة العلوية والسفلية والعرشية، وكيفية العمل في كل يوم، وتسبيح الملائكة، وتجريد النفس، وشرح تركيب الغزالي وفق زحل، وصفة الأقلام، وآداب الدعاء وأوقاته وفضله وشروطه وآدابه.

40

والجزء السادس «إغاثة اللهفان في علم تسخير الروحانية والجان» أشبه بكتاب مستقل خاتمة للكتاب نفسه. ولا ينقسم أيضا إلى أبواب أو فصول؛ فالتصوف يرى العالم بعين الوحدة المطلقة. وتنكشف الأسرار المخفية في الأحجية والطلسمات.

ولما كان «تمثل الوافد مع تنظير الموروث» حالة افتراضية صرفة، فالتعادل ليس وسطا حسابيا، بل هو تعادل نسبي. قد يزيد الوافد على الموروث، وهو الاحتمال الأقل. وقد يتضخم الموروث على حساب الوافد، وهو الأغلب. ويقل الوافد والموروث تباعا، يظهران في المجلد الأول، ويقلان في المجلد الثاني، ويكاد يختفيان في المجلد الثالث. ما زالا يمثلان نقطة بداية في التاريخ، تاريخ الآخر اليوناني وتاريخ الأنا العربي الإسلامي، ثم يتحول النقل التاريخي إلى إبداع خارج التاريخ.

Unknown page