Min Naql Ila Ibdac Talif
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Genres
رقيب
مقتدر
خلاق
عليم (3) المنذري
وكعادة كل الأشكال الأدبية في صلة الوافد بالموروث، تنتهي كلها في القرون المتأخرة بسيادة الموروث الخرافي الشعبي، سواء في الطب أو في الفلك، في بدن الإنسان أو في بدن الكون، في العالم الأصغر أو في العالم الأكبر؛ فإذا كانت «تذكرة داود» أو القليوبي هو النموذج للطب الشعبي، فإن «كشف الأسرار الخفية في علم الأجرام السماوية والرقوم الحرفية» للعلامة عمر بن مسعود بن ساعد المنذري (1160ه) يعتبر نموذج الفلك الشعبي، والتحول من علم الهيئة أو علم النجوم إلى علم التنجيم.
36
وفي هذه الحالة تقل دلالة الموروث والوافد، العنصرين المكونين للإبداع الفلسفي لصالح الواقع النفسي والاجتماعي للعلوم الإسلامية التقليدية. ويتضخم هذا المكون الثالث لدرجة احتوائه للمكونين الأولين؛ فالموروث هو الموروث الخرافي الأسطوري الموضوع، والوافد هو الوافد الخرافي الشعبي المنحول. يصبح الإبداع غير مشروط بمكوناته الأولى وتعبيرا عن الخيال الحر، فيتحول العلم إلى خرافة، والواقع إلى أسطورة، والعقل إلى خيال.
تظهر أسماء الأعلام في الجزء الأول، وتقل تباعا حتى تختفي كلية الجزء السادس. البداية بالتاريخ، والنهاية خارج التاريخ. كما يقل عالم الحروف الرقمية في الجزء الأول، ويكثر تباعا حتى يسود كلية الجزء السادس. البداية بعالم الأشياء، والنهاية بعالم الرموز.
يتضمن الجزء الأول «في تقرير أصول علم النجوم والاضطرار إليه، وفيما يخص كل برج وينسب إليه» واحدا وأربعين بابا تبين فضل علم الحكمة والنجوم والبحث عن الأسرار وأثر عالم النجوم والسحر المبني على تصفية النفس، وكلها بإذن الله.
37
Unknown page