Min Naql Ila Ibdac Talif

Hasan Hanafi d. 1443 AH
178

Min Naql Ila Ibdac Talif

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث

Genres

ويغلب زمن الماضي على الحاضر والمستقبل. وأيضا يبين الفكر نفسه بغية الوضوح؛ لذلك تكثر أمثال عبارة «وقد بينا» و«قد شرحنا».

6

كما تستعمل أفعال القول في ضمير المتكلم «فنقول»، «فأقول»، «قلنا»، في أقل القليل. ومعظم الفقرات تبدأ بالأشياء، العلل والأسباب.

7

ويعتمد الملكي على بعض الاقتباسات تنتهي بعبارة «انتهى» التي تعادل قفل القوسين عند المحدثين.

8

ويخاطب القارئ من المتخصصين في صيغة «اعلم ذلك»، وتكثر في الطب النظري عن الطب العملي، أو في صيغة «افهم».

9

وفي التصدير يصف المجوسي الحالة الراهنة للطب في عصره؛ فأبقراط إمام الصناعة، حوى كل شيء في كتاب «الفصول» إلا أنه سلك طريق الإيجاز حتى غمض كثير من معاني كلامه مما يحتاج إلى تفسير. وجالينوس مقدم فاضل وضع كتبا كثير، ولكنه طول وكرر وجادل وعارض؛ مما يحتاج إلى اختصار وتركيز في كتاب واحد يوفي بغرض الصناعة. ولا يوجد كتاب وسط بين التفريط والإفراط إلا «الملكي». وأوريناسيوس قصر في كتابيه لابنيه ولعوام الناس؛ فلم يذكر شيئا من الأمور الطبيعية والأسباب، وكذلك لم يذكر قوليوس في كتابه من الأمور الطبيعية إلا اليسير، وبالغ في بيان الأسباب والعلامات وأنواع المداواة والعلاج باليد، دون أن يتبع طريق التعليم. هذا في الوافد.

وأما المحدثون، أي في الموروث، فلا يوجد إلا كتاب هارون الذي وضع فيه كل شيء، ولكن على طريق الإيجاز من غير شرح واضح. وترجمته سيئة تعمي على القارئ كثيرا من المعاني، خاصة من لم ينظر في ترجمة حنين؛ فكتاب هارون وافد أصبح موروثا. ولم يذكر سرابيون في كتابه إلا المداواة والتدبير، وأسقط العلاج باليد، وترك كثيرا من العلل، ووضع مسيح كتابا مثل هارون، ونحا نحوه في قلة شرح الأمور الطبيعية وغير الطبيعية، مع سوء وقلة معرفته بالكتب السابقة. وهذه مرحلة متوسطة بين النقل والإبداع، مرحلة تأليف الأطباء السريان باليونانية أو السريانية.

Unknown page