Min Naql Ila Ibdac Tadwin

Hasan Hanafi d. 1443 AH
236

Min Naql Ila Ibdac Tadwin

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

Genres

ومعظم المنتحلات تبدأ بأفعال القول «قال أفلاطون» مرة واحدة في البداية دون حرج؛ أي لم يقل بلسانه ولكن بروحه، ليس بشخصه ولكن بفلسفته، ليس أفلاطون الزماني بل أفلاطون الخالد.

24

وهي أقوال قصار تدل على عقلية الإبداع والأمثال والأقوال المأثورة، كالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، حتى يمكن تذكرها واستيعابها وضرب الأمثال بها. بل لقد اختلط البعض منها بأحاديث الرسول الموضوعة مثل: «لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم.» يأخذ الانتحال شكل الآداب التي يتم فيها. النصائح والمواعظ والوصايا، مثل وصايا لقمان لابنه أو وصايا لقمان الحكيم. يغلب عليها الطابع العملي وليس التأملات النظرية. وهي أقرب إلى الأخلاق والسياسة منها إلى الكلام والفلسفة. وقد تتكرر أفعال القول أمام كل قول مأثور أو فقط في أوائل المقالات. معظمها في المبني للمعلوم «قال»، وأقلها مبني للمجهول «قيل». وقد تتعدد أفعال القول حتى لو كانت الكلمات قصيرة لا تتجاوز كل منها جملة واحدة.

25

وتتوزع هذه الأقوال بين أقسام الحكمة الرئيسية، المنطق والطبيعيات والإلهيات. وفي الإلهيات يغلب موضوع النفس وقواها والعقل وأنواعه. وقد تغيب الإيمانيات المباشرة والعقائد والشرائع الإسلامية، ولكن الفلسفة المثالية مثلها قريبة منها، الإعداد العقلي للإيمان والبرهان عليه. ويغيب في الأقوال فن التشويق، الحكايات والألغاز، لأن القول قصير لا يتحمل الأسلوب القصصي أو الرواية الطويلة بما فيها من حوارات وشخصيات متعددة. وتذكر فيها أسماء أعلام اليونان عرضا وأسماء بعض مؤلفاتهم.

26

ولا يفوت الانتحال ذكر اللسان اليوناني الأصلي الذي كتب به النص المنتحل لإعطائها نوعا من الأصالة الشرعية والإيحاء بالصحة التاريخية.

وقد جعل المسلمون أفلاطون يتحدث في كل الأنواع الأدبية الممكنة، الكتاب، والرسالة، والوصية، والكلمات والملتقطات، والفقر، والثمرة اللطيفة، بل والاعتراف بالمنحول كنوع أدبي.

27

ولكل نوع أدبي ميزته. الكلمات هي الأقوال، زبدة الفكر، والرسالة إجابة على سؤال مثل المستفتي والمفتي في علم الأصول. والوصايا ميراث النبوة مثل وصايا لقمان لابنه وهو يعظه.

Unknown page