Min Naql Ila Ibdac Tadwin
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Genres
ويدل عنوان «كتاب العهود اليونانية المستخرجة من رموز كتاب السياسة لأفلاطون وما انضاف إليه»، على أن السياسة أخلاق، عهد ووصية كما هو الحال في عهود الأنبياء ووصايا لقمان. وهو مستخلص من كتاب السياسة؛ أي يهدف إلى المعنى وليس إلى اللفظ، يعبر عن الروح وليس نقلا للعبارة. وهو من رموز كتاب السياسة وبالتالي الحاجة إلى التأويل حتى يكون الإبداع الحضاري حرا بلا قيد. وأضيفت إليه أشياء مما يسمح بالإبداع الحضاري، فهو أقرب إلى التأليف منه إلى الترجمة؛ فليس فيه اقتباس حرفي وافد من أفلاطون، بل هو تعبير عن أفلاطون الشرقي، روح الحضارة القديمة الجامعة للشرق والغرب. ويتضمن ثلاثة عهود: الأول من أدريانوس إلى ولي العهد، والثاني من وزير إلى ابنه، والثالث من رجل من رجال الطبقة الثالثة إلى ابنه. وواضح أن الخلافة عهد مثل عهد أبي بكر لعمر وليست شورى بين المسلمين. ولا تهم الأخطاء التاريخية. فالانتحال عمل حضاري في التاريخ وخارجه. لا يهم إذا كان أدريانوس قبل موسى أو بعده أو أن يكون لأفلاطون ابن وزير. المهم أن أدريانوس قبل موسى أي قبل التشريع وسابق على الوحي، وأن أفلاطون فيلسوف وملك. أدريانوس التاريخي مجرد بداية حضارية، شخصيته تحظى بالإجلال مثل يوحنا ويصبح نظيرا للإسكندر.
14
ونظرا لأن «العهود اليونانية» منتحلة لصالح اليونان فقد تحول اليونان في العهد الأول. عهد الملك إلى ولده، إلى مسلمين موحدين بالله، مصدقين بالصحف المنزلة قبل موسى. الخلافة عندهم عهد وليست شورى .
15
أما الفرس فتقتضي الأخلاق عدم ذلهم في مقابل مدح اليونان. فمن مزايا الفرس حسن السيرة ورجاحة الرأي وملك الأهواء وإنكار ذلك يتم عن تعصب وتسلط. وفي نفس الوقت ذم اليونان لتقصيرهم في السياسة غير صحيح. والدليل على ذلك «العهود اليونانية».
16
وفي العهد الثاني، عهد الوزير إلى ابنه بيان تعظيم اليونانيين للوزارة وانتخاب من صلح لها من سائر الناس بتتبع المواليد، واجتماع الناس في الهيكل للانتخاب مثل تولية أبي بكر القائم على الدستور. وكله نصائح للعمل بالدين موجهة للملوك وليس للناس لاسترداد حقوقهم. وتصنف أخلاق الملوك في أربع صفات كل منها لها أربعة احتمالات مما يدل على أهمية التقسيم العقلي.
17
وفي العهد الثالث، عهد العامي إلى ولده كان اليونانيون يصنفون الناس ثلاث طبقات، الملوك والوزراء والعامة. وهو عهد إيمان وتقوى وأن الله مطلع على كل شيء، على خائنة الأعين وما تخفي الصدور. تجب لله الطاعة حتى يحصل الإنسان على الثواب في الدنيا والآخرة.
18
Unknown page