Min Naql Ila Ibdac Tadwin

Hasan Hanafi d. 1443 AH
227

Min Naql Ila Ibdac Tadwin

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

Genres

وهناك آليات الانتحال يمكن معرفتها بعد تحليل النصوص المنتحلة منها: (1)

الحاجة العصرية لإبداع نصوص جديدة تنسج على منوال القدماء الذين ما زالوا في الوعي الجمعي موضع احترام وتقدير، مثل المحرمات الثلاثة: الدين والسلطة والجنس. فقد تم انتحال مؤلف لأبقراط بعنوان «أوجاع العذارى».

17 (2)

القدرة على الإبداع المتمثلة في الخيال الشعبي الضروري وملكة اللغة والكتابة والصياغة والتأليف الذي قد يحول القول إلى نادرة، والنادرة إلى قول. (3)

فهم روح النص التاريخي الأول عن طريق تخليصه من الشوائب وتركيزه على قصده الكلي، وتمثله وإكماله بالإضافة في جانب، هو الجانب الإلهي الأخلاقي، وبالنقص في جانب، هو الجانب المجرد المنطقي الطبيعي الذي يصعب نقله من الماضي إلى الحاضر لأنه وسيلة غير جيدة في التوصيل. (4)

الموقف الدرامي في النص الأول، مثل شهادة سقراط، فتوحات الإسكندر، وصايا أرسطو لتلميذه، وصايا أم الإسكندر إلى الإسكندر. وتكون أشكال الانتحال الأدبية أقرب إلى الموروث منها إلى الوافد، مضمون الوافد في قالب الموروث، روح الوافد في بدن الموروث، معاني الوافد في ألفاظ الموروث. فأرطيبوس يتحدث بالشعر العربي، ويتحدث عن حق إله العرش.

18

فتستعمل ألفاظ الوصية والشريعة والفجار والعقيدة والنبوة والمعاد، وفي مقدمتها «الله تعالى»، وكل عبارات المدح والتعظيم مثل سبحانه وتعالى، جل ذكره ... إلخ. وكلها ألفاظ من الموروث.

وكثيرا ما يصاغ الانتحال على لسان الحيوانات وهو نوع أدبي في التأليف معروف في الأدب العربي وفي الآداب المترجمة عن فارس والهند، كليلة ودمنة نموذجا، أو من اليونان والرومان، حكايات إيسوب نموذجا. ألف فيه من قبل إخوان الصفا «رسالة الحيوان»، ووضعوها في الطبيعيات مع أنها في السياسيات، شكوى الحيوان من بني الإنسان. وعرفه الجاحظ في كتاب «الحيوان» في إعطاء مادة علمية تجمع بين الأدب والعلم لمن يشاء الإبداع القصصي على لسان الحيوانات.

19

Unknown page