Min Naql Ila Ibdac Tadwin
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Genres
وأحيانا قليلة يذكر بعض الرواة، سواء في عرض الوافد أو الموروث، سواء كانت الرواية مباشرة من الفلاسفة أو عن فلاسفة نقلوا عنهم.
11
ويبدو أرسطو مؤرخا يروى عنه ما رواه عن الفلاسفة السابقين. ويفرق الشهرستاني بين الحكم والرأي؛ فبعض الفلاسفة يعرض حكمهم مسبوقة بلفظ قال، حتى ولو لم يكن قولا مباشرا ولكنه منقول عن مصادر مدونة سابقة. وبعض الفلاسفة يعرض رأيهم؛ أي آراءهم ونظرياتهم، دون أن تكون مسبوقة بأفعال القول.
12
أما أبرقلس، فإن الشهرستاني يعرض شبهه على قدم العالم وتشبه حجج ابن رشد.
13
والشبهة لا حكمة ولا رأي، بل ظن وشك يمكن الرد عليه فيها، مما يجعل الحكمة مقبولة على الإطلاق، والرأي مقبول نسبيا. الحكم معظمها أخلاقية إنسانية روحية، والرأي طبيعي أو إلهي. وإذا كانت الحكم للأفراد، فإن الرأي للأفراد والمدارس الفكرية.
ويبدو القرآن مصدرا تاريخيا في قصص الأنبياء لمعرفة الديانات السابقة، خاصة الصابئة والحرانيين وعبادة الأصنام والهياكل والأشخاص، وهي الديانات التي حاججها القرآن على لسان إبراهيم.
14
وقد تبدو المصادر غير المعلنة مثل الاعتماد على الغزالي في «مقاصد الفلاسفة»، وربما «التهافت» لعرض آراء أرسطو، أو «النجاة» لعرض آراء الفلاسفة المتأخرين رواة عن أرسطو؛ فقد ساروا وراءه وتابعوه مقلدين متهالكين عليه، مع أن أرسطو يخطئ ويصيب.
Unknown page