Min Naql Ila Ibdac Tadwin
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Genres
غرض الكلام هو الرد على الملحدين وغلاة الصوفية وليس المنطق والطبيعات من هذا النوع. بل إن ابن سينا «كان يخالف أرسطو في الكثير من مسائل «الطبيعيات» ويقول برأيه فيها».
16
أما علوم اللسان العربي؛ النحو، واللغة، والبيان، والأدب، فهي ضمن علوم الوسائل لا الغايات. العلوم اللسانية إذن لفظ قديم وليس لفظا حديثا. وتأتي في النهاية بعد العلوم النقلية والعلوم العقلية وليس في البداية كما هو الحال في الغرب الحديث.
17
والنحو ينظر الممارسة في الواقع باعتباره هو العلم الذي يضع قواعد اللغة ومنطق الكلام. ويفصل ابن خلدون اللهجات العربية، واللسان المضري، رادا اللسان إلى القبيلة، عرب وبربر، ثم قسمة العرب إلى قبائل، مضر وغيرها. ويركز على الملكة والذوق في اللغة، وأنها لا تحصل للمستعربين من العجم لرسوخهم في العجمة البربرية . اللغة وجدان وليست اكتسابا، وطبيعة وليست صنعة، موهبة وليست تعليما، من ممارسة البدو وليست من تقعر الحضر.
18
ويعتبر ابن خلدون علم البيان حادثا في الملة ربما من حيث القواعد وليس من حيث الممارسة التي صاغها الوحي في القرآن من حيث إن صناعة النظم والنثر في الألفاظ لا في المعاني، مع أنه يصعب التمييز بين اللفظ والمعنى. فتعريف البلاغة هو «اقتضاء القول طبقا لمقتضى الحال». وينقد ابن خلدون المحفوظ في النثر ويقبله في الشعر لأنه يقوي الذاكرة ويخصب الخيال. وينقد التكسب بالشعر حتى صار غرضه هو الكذب والاستجداء لذهاب المنافع التي كانت فيه للأولين.
19
ويكثر في نهاية المقدمة من الشعر والأزجال والموشحات الأندلسية مؤكدا على الخصوصية الإقليمية الأندلسية، وكما يفعل بعض المغاربة المعاصرين متوشحين بمفهوم القطيعة المعرفة الوافد من الغرب الحديث وشاعرا بأنه قد خرج عن القصد من كتابة المقدمة.
20
Unknown page