Min Naql Ila Ibdac Sharh
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Genres
10
وفي كل فقرة شارحة تظهر أفعال الشعور المعرفي، شك ونظر وبيان وتوضيح وتحليل ووصف وبحث وإقرار. فالتفسير ليس مجرد إيجاد مترادفات بل الدخول إلى الفكر نفسه كعملية ذهنية. ويتخيل المفسر الاعتراض، ويسبق إلى الرد عليه سلفا من أجل إحكام الاستدلال وتوضيح مسار الفكر.
11
ولا يعني التفسير التأييد بل قد يعني أيضا النقد والرفض والمراجعة. فقد زعم أن العرض هو ما يكون ويفسد من غير فساد موضوعه والمشاهد على خلاف ذلك.
12
ويوسع المفسر منظور المنطق فيشمل التعاليم والطبيعي والإلهي والأخلاق، وربما لم يمتد إلى الاجتماع والسياسة. التفسير هو إعطاء نظرة عامة للمنطق ثم إدخال إيساغوجي فرفوريوس فيها. البداية بالكل ثم الجزء. ويجعل المفسر مثل الفارابي البرهان قمة المنطق، ما قبله، مثل المقولات والعبارة والقياس مقدمة له تؤدي إليه، وما بعده انتقاص منه وتخل عن شروطه مثل الجدل والسفسطة والخطابة والشعر. وتتم مخاطبة القارئ، فالفكر رسالة مشتركة، وهو تعبير حسب الطاقة، مفتوح للأجيال القادمة. لا يدعي أنه يعطي القول الفصل والرأي النهائي، ويخاطب المفسر المفسر ويناديه يا فرفوريوس من أجل تحويل النص المدون إلى حوار شفاهي حي كما فعل فرفوريوس مع تلميذه خروساوريا.
13
وبطبيعة الحال يتصدى الوافد الموروث في التفسير، وتكثر أسماء الأعلام. ويأتي فرفوريوس في المقدمة ثم أرسطو ثم أفلاطون ثم سقراط ثم فيثاغورس ثم أوميروس ثم ثاوفرسطس وجالينوس، ثم أوديموس وأنكساجوراس، وانسطانس الكلبي، ويوحنا المفيادروس وكسانوقراطيس ويحيى النحوي، ويدل ذلك على صدارة المدرسة الفيثاغورية التي خرج منها كبار الفلاسفة الثلاث.
14
وتكثر أسماء أعلام الأساطير اليونانية وآلهتها زيوس وأجاممنون. ترك المفسر أسماء آلهة اليونان وأبطالهم مثل أوميرطس الذي صعد إلى جبل شاهق وخاطب الشمس أنه تخلص من الآلام الجسدية لينال الحياة الأبدية.
Unknown page