230

Min Naql Ila Ibdac Sharh

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع

Genres

3

ابتدأ ابن رشد أصوليا قبل أن يكون فيلسوفا. وقد يعني الضروري أيضا المبادئ العامة

Axioms

أو الأصول أي أصول الأصول مزيدا من التنظير والتعقيل. ينقل ابن رشد المنطق إلى «ما بعد المنطق»، والرياضيات إلى «ما بعد الرياضيات»، واللغة إلى «ما بعد اللغة». ولدى ابن رشد إحساس بالجدة والإبداع؛ فلا يسميه فقط «المختصر» بل أيضا «المخترع».

4

كتبه لنفسه على جهة التذكرة أي أنه تمرين شخصي حتى يستوعب جوهر العلم دون عوارضه، أصوله دون فروعه أي «بحسب الأمر الضروري في هذه الصناعة.» على طريقة الإيجاز والاختصار وحذف الشوائب الصناعية.

كما استطاع التلخيص تخليص كل ما علق في المستصفى من شوائب. وهي الحجج التي يقدمها الغزالي ضد المعتزلة دفاعا عن الأشاعرة، والحنفية دفاعا عن الأشعرية. وهي معارك الغزالي الرئيسية ودوره التاريخي حتى ولو كان متسترا وراء علم أصول الفقه. فابن رشد يريد تخليص العلم من أسسه الأشعرية الشافعية لوضع أسس اعتزالية حنفية مالكية أي أسس عقلية مصلحية خالصة مستقلة عن العقيدة والشريعة.

5

ومع ذلك فان التحسين والتقبيح العقليين ليسا كافيين. ونظرية الكسب الشهيرة «مخالفة للحس»، ورأي «غريب عن طباع الإنسان». ولا يذكر ابن رشد الأشعرية أو الأشاعرة في حين يذكر المعتزلة والقدرية والخوارج وأهل الظاهر والسوفسطائيين والمتكلمين. ومع ذلك يدخل في النقاش ويفصل فيه كالقاضي بين المتخاصمين «والذي ينبغي عندي أن يقال في هذا الموضع» ويتعجب ابن رشد من وضع كثير من المسائل الخارجية عن علم الأصول فيه.

ويتضح ذلك في الجزء الثالث وهو طرق الاستثمار بترديد ابن رشد عبارة «والقول في هذه المسألة ليس من هذا العلم الذي نحن بسبيله.» وأيضا بالابتعاد عن مضمون المستصفى كلية والاكتفاء بالمراتب الدلالية للألفاظ أي تحويل مبحث الألفاظ إلى جهاز بلاغي وبياني خارج القياس الصوري. ويحيل ابن رشد كل هذه الشوائب إلى علومها الخاصة مثل علم الكلام. ويخلص الدليل الأول وهو الكتاب من المسائل الكلامية.

Unknown page