Min Naql Ila Ibdac Sharh

Hasan Hanafi d. 1443 AH
225

Min Naql Ila Ibdac Sharh

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع

Genres

وأضاف ابن رشد مادة من الحياة العربية السياسية عامة والأندلسية خاصة إما من أجل إعطاء مزيد من التحليلات على صدق أقوال أفلاطون وإما من أجل إعادة أحكامها وتصحيحها انتقالا من الخاص إلى العام ثم نزولا من العام إلى الخاص ثم عودا إلى المطلق.

وقد اقتضى ذلك حذف كثير من المادة اليونانية وإضافة مادة عربية بديلة تقرب من ثلث الكتاب.

26

هل كان ابن رشد يقصده باختياره هذا نقد الحكم التسلطي في الأندلس مستعملا عظات أفلاطون كما استعمل من قبل عظات أرسطو لنقد الأشعرية أم أنه اهتم بالسياسة حتى يغطي أقسام الفلسفة، المنطق والطبيعيات والإلهيات ثم العلم المدني بتعبير الفارابي الذي يشمل الأخلاق والسياسة؟ فالمختصر يغطي القسم الثاني من العلم المدني لما كان القسم الأول هو الأخلاق وكما يصرح أيضا بذلك في العنوان.

27

ويصرح أيضا أنه يريد بيان ترتيب العلم المدني وترتيب هذا الكتاب ضمن مؤلفات أفلاطون الأخرى، مبينا فوائد وأغراض وأقسام هذا العلم على عادة المسلمين في الحديث عن العلوم.

وتظهر عدة تعبيرات تدل على أن التلخيص هو إعادة عرض المادة اليونانية في سياق آخر هو السياق الإسلامي مثل «في زماننا هذا.» «والشرائع.» «في مدننا هذه.» «من أهل بلدنا.»

28

ففي زمان أفلاطون المدينة ألف مقاتل. وهو صحيح في زمانه وبالقياس إلى الأمم المجاورة. وهو بالنسبة إلى زماننا تقدير غير صحيح، وقد اعترض عليه جالينوس أيضا بأنه في زمانه تقدير غير صحيح «ألا ترى أن هذه المدنية (في الأندلس) ينبغي أن تدفع جميع أمم الأرض.» فالمدنية محددة عند أفلاطون طبقا لحدودها ومساحتها وطبيعة الإقليم وطبائع الناس، أما مذهب أرسطو فهو أكثر عموما. وهو رأي الإسلام لقول الرسول «بعثت للأحمر والأسود». وفي زمان ابن رشد كثر السوفسطائيون حتى إذا نجا أحد من الخلق منهم فقد اصطفاه الله بعنايته السرمدية. ويعدد ابن رشد الغايات في زمنه والشرائع مثل شريعتنا هذه.

كما يظهر التاريخ الإسلامي ممثلا في ملوكه مثل ملوك الإسلام، الممالك الإسلامية وتضم إمبراطورية الفرس، والفرس. في التاريخ الإسلامي يتحدث ابن رشد عن دولة المرابطين على تماثل مدنية الكرامية مع مدنية الشهوة، فكلاهما نوع واحد. كان المرابطون في بداية عهدهم يتبعون السياسة الشرعية مع أول القائمين فيهم وهو يوسف بن تاشفين ثم تحولوا مع ابنه إلى السياسة الكرامية لما أصابه حب المال. ثم تحول صغيره إلى السياسة الشهوانية ففسدت المدنية في أيامه؛ لذلك ناهض السياسة الشرعية الممثلة في دولة الموحدين، وهنا يبرر ابن رشد سقوط دولة المرابطين وقيام دولة الموحدين كانتقال طبيعي من سياسة المال والشهوة إلى السياسة الشرعية باعتباره فيلسوف الموحدين. والاجتماعات في الممالك الإسلامية اجتماع بيوت وأسر. ولم يبق لهم من النواميس إلا ما يحفظ حقوقهم الأولى، وأحيانا يدفعون لمن يقاتل عنهم، وهم قسمان: عامة وسادة كما كان الحال في فارس «وكما عليه الحال في كثير من مدننا.» وفي هذه الحال يسلب السادة العامة، ويستولون على أموالهم بما يؤدي إلى التسلط أحيانا «كما يعرض هذا في زماننا هذا وفي مدننا هذه.» وسياسة التسلط في غاية التناقض مع السياسة الفاضلة كما هو الحال في الأجزاء الأمامية الموجودة في المدن الحاضرة «في أيامنا هذه.» التشابه بين مدن الغلبة والمدن الإمامية كثير لأنه في مدينة الغلبة لا يحقق السادة للعامة غرضا بل أغراض أنفسهم. وكثيرا ما تتحول طبقة الإمامية إلى طبقة الغلبة وتتستر بالإمامية.

Unknown page