Min Naql Ila Ibdac Sharh
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Genres
126
ويحال إلى «السماء والعالم» على العموم أو على الخصوص في مقالات بعينها، الأولى أو الثانية، بل حتى أولها أو آخرها في مقالات ما بعد الطبيعة ابتداء من التاسعة لنفي وجود شيء أزلي أو لبيان امتناع شيء أو إمكان شيء لا يلزم عنه مستحيل. وأحيانا يشير إليه بلفظ واحد «السماء» لأنه هو العنوان الأصلي لأرسطو، وأن لفظ «العالم» من إضافة الشراح اللاتين، عقلا وشرعا لارتباط السماء بالأرض.
127
ومن المنطق يحال إلى «البرهان». ويسمى أحيانا التحليلات دون تحديد بالثانية وذلك لأن قضايا ما بعد الطبيعة يتم التحقق من صدقها بقواعد المنطق وخلاصتها في البرهان؛ لذلك يظهر موضوع علاقات العلوم والصنائع بعضها ببعض من أجل حل قضايا علم بالعلم الآخر، وتحديد نوع الأقاويل البرهانية من الأقاويل الجدلية (الإقناعية) والخطابية والإحالة إلى كتاب البرهان على الإجمال أو على التفصيل، مقالاته أو مواضعه في الأول أو في الآخر. ويمكن لموضوع واحد أن يفحص في أكثر من علم مثل المقولات، ميتافيزيقيا في ما بعد الطبيعة، ومنطقيا في علم المنطق، ونفسيا في كتاب النفس، وطبيعيا في السماع فالموضوع الواحد يدرس في أكثر من علم على جهات مختلفة في عديد من العلوم. ولا يقتصر منطق البرهان فقط على نظرية الاتساق؛ اتساق النتائج مع المقدمات بل أيضا على بحث في العلل والأسباب كما هو الحال في التعليل في علم الأصول. فلا تكتمل المعرفة الحقيقية بالشيء إلا إذا كانت معرفته بالعلة. وإذا كانت العلل كثيرة تم تطبيق السبر والتقسم. هناك تعليل للمنطق الصوري في مبحث الحدود، وهناك تعليل للخطأ المنطقي جهل الناس بمنطق البرهان. وهناك تعليل لتطبيق قواعد المنطق على الترتيب، المقولات قبل العبارة، والقياس قبل البرهان. لقد حول ابن رشد علم ما بعد الطبيعة إلى علم المنطق. ثم خصص علم المنطق في البرهان. فكلاهما يدرس الوجود بما هو موجود.
128
وبتطبيق قواعد البرهان في موضوعات الميتافيزيقا يحال إلى القاعدة في كتاب البرهان مثل الجنس والنوع، والموجبة والسالبة، والمقدمات والنتائج، والموضوعات والمحمولات، والكل والجزء مع تحقيق المناط من أرسطو فيما يتعلق بالكليات والجزئيات.
129
ويحال إلى «المقولات» في عدة موضوعات مثل أجناس المتقدم والمتأخر التي استعملها أفلاطون، وأنواع الحركة من نوع الكم المفصلة في ما بعد الطبيعة والمتروكة على عمومها في كتاب المقولات على حين فصل المكان هناك ولم يفصل هنا في المقولات. فالإحالة إذن من المجمل إلى المبين أحيانا ومن المبين إلى المجمل أحيانا. فلكل إجمال وتفصيل مناسبته وموضوعه. فالحركة ليست من مقولة الكم؛ لذلك فصلها في ما بعد الطبيعة. والموضوع المشترك الغالب بين ما بعد الطبيعة والمقولات هو الجوهر وحده باعتباره من المحمولات الكلية في المنطق مقابل حدود أخرى أقرب إلى الرسم منها إلى الحد. أما الجوهر الأول فلا يقال في موضوع؛ ومن ثم لا يدخل تحت المقولات. هناك نسق يجمع بين كتب المنطق كلها مثل البرهان الذي يدرس المحمولات الكلية والمقولات التي تدرس الكليات الجوهرية، الأول للصورة والثاني للمادة.
130
ويحال إلى كتاب القياس؛ لأنه هو الذي يضع قوانين الفحص في أشكال القضايا وأنواع المقاييس البسيطة والمركبة، وتقدم مسألة الحد على مسألة الجوهر، وعدم لزوم المستحيل من الممكن مع الإحالة إلى باقي كتب المنطق مثل البرهان وبعض كتب الطبيعة مثل السماء والعالم.
Unknown page