Min Caqida Ila Thawra Tawhid
من العقيدة إلى الثورة (٢): التوحيد
Genres
وتظهر صفات العرش والكرسي مع الأخرويات في العقائد المتأخرة.
30
أما النزول فإنه يذكر مع باقي صفات التشبيه وغيرها من صفات الذات.
31
ويذكر المجيء والذهاب والنزول بعد إثبات القدم وتجويز الوجود وإثبات الوحدانية وتجويز الشيئية وتجويز النفس ونفي الشبه وإثبات اليد والساق والأصبع والقدم.
32 (2) الاستواء والعرش
لما كان الوصف الخامس هو القيام بالنفس، أي أنه ليس في محل، بدأت أيضا مسألة الآيات التي توحي بالمكان والجهة وضرورة تأويلها. انقسم الناس فريقين: الأول يثبت المكان والجهة، إما خضوعا للتجسيم أو استعمالا لمنهج التأويل الحرفي، فيصبح الله في مكان، وهو العرش، يستوي عليه جلوسا، ومن ثم لا يفترق أهل السنة عن المشبهة والمجسمة في شيء. والثاني ينفي المكان والجهة اتباعا للتنزيه واستعمالا لمنهج التأويل.
يظهر افتراض التجسيم ويتحدد المكان والجهة ويصبح الله مستويا على العرش. فإذا كان المكان تجسيما للمعبود، فإن العرش تجسيم للمكان.
33
ثم تبرز المشكلة الرئيسية في هذه الصورة وهي ما صلة المعبود بالعرش؟ هل هو متحد به أو مماس له أو منفصل عنه؟ فإذا كان متحدا به كيف يتحد المعبود بشيء سواه؟ وإذا كان المعبود مماسا له فكيف يكون التماس؟ هل هو وسط بين الاتحاد والانفصال؟ وإذا كان منفصلا عنه، فكيف يتصور تركيب ثنائي في «الله» يمنعه التوحيد؟ والانفصال تأكيد صريح للثنائية فضلا عن كونه مستحيلا عمليا، إذ كيف يكون المعبود مستويا على العرش منفصلا منه دون اتحاد؟
Unknown page