Min Caqida Ila Thawra Muqaddimat
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
Genres
مصنفات إصلاحية إما تعود إلى مصدر العقائد في النصوص وإلى الواقع المباشر لتوجيه النصوص إليها وإما تعيد بناء العلم بحيث يمكن أن يؤدي إلى الغاية المرجوة وهو الإصلاح؛ وذلك عن طريق وصف العلم، وبيان مصادر التشتت أو العودة إلى التاريخ، وتتبع مساره كتقدم حتى ينتهي إلى استقلال الشعور فكرا وإرادة.
12 (9)
مصنفات حضارية تضع علم الكلام مع العلوم الأخرى في وصف شامل للحضارة، تطورها وبنائها.
13
ولم تتحدث المصنفات القديمة التي تضمنت بناء العلم عن تطور هذا البناء، وكأنه من لا شيء، وانتهى إلى لا شيء، أو أتى من ذهن العالم وتقسيمه العفوي للكتاب.
14
كان كل عالم قديم يبدأ من فراغ، فأتت المصنفات متجاورة في الزمان لا رابط بينها، في حين أنه يمكن رؤية تطور هذا البناء منذ بدايته واكتماله حتى نهايته؛ إذ لم يكتمل بناء العلم في هذه المصنفات مرة واحدة بل تطور البناء ابتداء من الشعور التاريخي حتى الشعور البنائي، وفي كل مرحلة يظهر جانب من جوانب البناء ويمكن تتبع تكوين البناء على النحو الآتي.
ثانيا: ظهور الموضوعات من خلال الفرق، وظهور الفرق من خلال الموضوعات
يبحث البناء في هذه المرحلة التكوينية الأولى عن كيانه المستقل عن الفرق، وفي هذه المرحلة يتداخل الشعور البنائي مع الشعور التاريخي، فيظهر الشعور البنائي من خلال الشعور التاريخي مرة، ويظهر الشعور التاريخي من خلال الشعور البنائي مرة أخرى، وقد تمت هذه المرحلة في القرون الخمسة الأولى على النحو التالي: (1) ظهور موضوعات من خلال الفرق (التنبيه والرد) في مقابل ظهور الفرق من خلال الموضوعات (التمهيد)
تظهر الموضوعات من خلال الفرق بلا إحصاء أو تبويب ولكن كموضوعات متفرقة، تتحدد فيها مادة البناء دون صورته. الفرق، إسلامية وغير إسلامية، هي الأساس، ولكن تنبزغ منها الموضوعات معلنة استقلالها عن التاريخ، وهي تشمل حوالي خمس العلم، وفي مقدمتها موضوعات مثل: باب ذكر متشابه القرآن، وباب ذكر الجامعة والنصيحة في الدين، الأول يدل على أن علم الكلام نشأ من تفسير النصوص، والثاني يشير إلى تربية الجماعة بإرجاعها إلى نصوص الدين كأوامر وليس كنظريات، مما يدل على أن الإحساس بخطورة علم الكلام كان مصاحبا لنشأته.
Unknown page