Min Adab Tamthili Yunani

Taha Husayn d. 1392 AH
221

Min Adab Tamthili Yunani

من الأدب التمثيلي اليوناني

Genres

أيها المواطنون لقد سمعت أحاديثكم جميعا حين كنت خارجة من القصر لأحيي «بلاس»، لقد كنت أسحب الرتاج وأفتح الباب حين طرق سمعي نبأ كارثة ألمت بالأسرة، فأهوى مرتعدة بين إمائي، وقد جمد الدم في عروقي هلعا. ماذا كان يقال؟ أعيدوه فسأستمع لكم بعد أن جربت الشقاء.

الرسول :

مولاتي العزيزة، سأقص ما رأيت بعيني ولن أهمل من الحقيقة شيئا، وما لي أتلطف لك في أشياء لا ألبث أن أتهم فيها بالكذب؟ إن الحق هو الصراط المستقيم الذي يجب أن نسلكه دائما.

لقد كنت أرافق وأرشد زوجك إلى هذا المكان المرتفع من السهل حيث كانت جثة بولينيس ملقاة في غير رحمة - وقد مزقتها الكلاب - وقد غسلنا هذه الجثة بالماء المقدس بعد أن دعونا إلهة الطريق وإله الموتى أن يقفا غضبهما، ثم حرقنا ما بقي منها مع أغصان الزيتون الرطبة، ثم دفناه في أرض الوطن وأقمنا عليه قبرا.

ثم أخذنا طريقنا نحو ذلك الغار الصخري الذي دفنت فيه الفتاة، والذي اتخذ حجرة عرس لأديس، وإذا أحدنا يسمع صيحة بعيدة وأنينا حادا يأتيان من هذا القبر الذي حرم ما ينبغي للموتى من تشريف، فيعلن ذلك إلى الملك، إلى كريون، والملك كلما دنا سمع أصواتا مختلطة شاكية وإذا هو يئن، وإذا هو يدفع هذه الصيحة المؤلمة «ما أشقاني! أيمكن أن يكون هذا حقا؟ أأراني أسلك أشقى ما سلكت في حياتي كلها من طريق؟ إنه ابني هذا الذي أسمعه، إني لأجد حنان صوته، هلم أيها الخدم أسرعوا أطيفوا بالقبر، انزعوا هذه الصخرة التي تسد فجوته، ادخلوا منها انظروا أأسمع صوت هيمون أم تعبث الآلهة بي؟»

فنذعن لأمر سيدنا الواله، وننظر فنرى في أعماق القبر أنتيجونا وقد علقت من عنقها، لقد خنقت نفسها بمنطقتها.

وهذا هيمون متهالكا قد طوق خصرها، لقد كان يبكي موت هذه التي كان ينبغي أن تخلص له وقسوة أبيه وضياع حبه.

وهذا كريون يراه فيدفع شكاة جشاء ثم يدخل في القبر، ثم يسرع إليه ثم يصيح من الألم، ثم يدعوه: «أيها الشقي ماذا صنعت؟ أي رأي عرض لك؟ أي حادث أضاع صوابك؟ اخرج يا بني إني أتوسل إليك، إني أضرع إليك»، ولكن ابنه ينظر بعين حائرة ثم يبصق في وجهه، ثم يسل سيفه ذا الحدين دون أن يقول شيئا وإذا أبوه يتقهقر ثم يهرب، فإذا هو قد أخطأه. هنالك يحول الشقي ثورته إلى نفسه، وقد أمسك سيفه ومد ذراعيه، وإذا هو يعتمد عليه بصدره فيغمده فيه، ثم يعانق جثة العذراء عناقا متهالكا، وإن قليلا من النفس ليردد بين جنبيه، ثم يدفع موجا عنيفا من الدم الذي يلطم بحمرته خده الشاحب، وها هو ذا ميت قد صرع إلى جانب الميتة، لقد عرف الشقي لذة الزواج في دار الموتى. مثل سيئ ضرب للناس يبين لهم ماذا يجر الهوج على الملوك أنفسهم. (تعود أوريديس إلى القصر. صمت.)

رئيس الجوقة :

ماذا يجب أن نفكر؟ لقد عادت الملكة دون أن تنطق بكلمة تفاؤل أو تشاؤم.

Unknown page