25

Milal Wa Duwal

Genres

وينبغي أن تعرف انتهاء السنة عند انتقال القران من مثلثة إلى مثلثة فإن انتهت السنة إلى وتد من أوتاد طالع الملة وكان طالع السنة ثابتا دل على ثبات الدولة إلى وقت تمام الدور سيما إن انتهت السنة إلى بيت الكوكب المستولي على أمر القوم الذي هو صاحب بيت القران ودليل دولتهم ومملكتهم وملتهم إلا أنه ربما وقع الانتشار في المملكة من وقت انتقال القران من المثلثة إلى المثلثة وكثرت المتغلبة على الأطراف ويكون زوال نعمتهم عند القران الدال على عامة المثلثة على حسب ما قدمنا آنفا وإذا كان زحل في وقت القران مارا فوق المشتري دل على أن التغايير الكائنة في ذلك الوقت تكون بالسيف والجور فإن كان المشتري المار فوق زحل دل على أن تلك التغايير تكون في العدل والإنصاف وإن كان صاحب حد الاجتماع أو الامتلاء الكائن قبل دخول سنة القران وقبل تحويل سنة من السنين أو ربع من الأرباع نحسا كان ذلك دليلا على خروج الخوارج على الملوك والمضادين لهم في الأزمان المستأنفة وإذا كان قرانهما في البروج المنقلبة دل على التغايير العامية وإذا كان ذلك في الثوابت دل على ثبوت الحال وما كان من التغايير فإنه يدول إلى الصلاح وإن كان في المجسدة كان الأمر في ذلك متوسطا ويدل عند اقترانهما على أن أكثر الصلاح يكون في بلدان المشتري والفساد في بلدان زحل فإذا انتهت السنة إلى السابع من طالع الملة وكان صاحب السابع نحسا فإن ذلك أيضا دليل على المنازعة فإن كان النحس دليل القوم وكانت المنازعة والمفارقة بينهم كانوا هم المفسدين لدولتهم والمنازعين فيها ثم يصلح الأمر في ذلك فإن كان انتقال الممر في سنة من السنين ولم تكن من السنين الدالة على انتقال الملة فليحتفظ بطالع انتقال الممر الذي كان فيه الملة مع الانتقال الثاني فإن كان انتقال الممر دالا على انتقال الدولة فإنه يستغني يستغنى بطالعه عن طالع الممر الأول لأن الانتقال الثاني صار بدءا له

وأما انتقال الدولة والملك في أمة واحدة من أهل بيت إلى أهل بيت آخر فإن ذلك يكون إذا ولي الدور أحد الكواكب السفلية ويكون الانتقال إذا بلع الدور إلى أحد الأرباع وإذا دل القران على انتقال وكان في برج مجسد والطالع كذلك فإنه دليل على أن النقلة تكون عند بلوغ السنة بالتسيير إلى موضع القران فإن لم يكن في ذلك الوقت ففي القران الثاني ومتى كان القران في أول البرج فإن النقلة تكون في القرن الثالث وإن كان في وسطه كان ذلك في القران الثاني وإن كان في آخره كان ذلك فى القران الأول

ولينظر أيضا إلى سهم الملك فإن وقع في أوائل البروج دل على مقاتلة أهل تلك الملة بعضهم بعضا وإن وقع في أوساطها دل على دوام ملكهم وإن وقع في أواخرها دل على خروج قوم عليهم من غير ملتهم يطلبون الملك

وإن أريد معرفة كيفية القوم الذين تنتقل الدولة إليهم فلينظر إلى سهم الملك إلى أي كوكب يدفع تدبيره فإن ذلك الملك ينتقل إلى القوم الذين دليلهم ذلك الكوكب المدفوع إليه

فإذ قد أتينا على ما أردنا شرحه فلنقطع الفصل الأول

Page 56